الذين كانوا مشاركين له في الآراء من الأمراء ، ورتب سوتاي على عادته بديار بكر ...
ثم إنه لم يقف الأمر عند هذا الحد وإنما وقع الخلف بين چوبان وبين الأمراء ، ولم يبق لأبي سعيد إلا الاسم فانحصر أبو سعيد من ذلك واستشار الأمراء في أمره واتفقوا على قتله فعمل قورمشي (قورمش) دعوة عظيمة ودعاه إليها ليقبض عليه إذا حضر فأجاب چوبان وتوجه فأخبر في أثناء توجهه أنها مكيدة ، وأنهم يريدون القبض عليه ففارق مخيمه وركب وولده حسن إلى مدينة مرند وحضر قرمشي في عشرة آلاف من المغل فكبس المخيم فلم يجد چوبان فيه فنهبه وساق خلف چوبان فلم يدركه. ولما وصل چوبان إلى مدينة مرند وحضر قرمشي تلقاه الأمير ناصر الدين صاحبها وأمده بالخيل والسلاح والمال ووصل خبره إلى تبريز فخرج إليه الوزير علي شاه التبريزي وزير أبي سعيد والتقاه وأكرمه وفرح به أهل المدينة وأمدوه بالخيل والسلاح وتوجه إلى المدينة السلطانية وصحبته علي شاه فتقدم الوزير فاجتمع بأبي سعيد وتلطف في أمر چوبان وأحسن الثناء عليه وأغراه بقرمشي ومن اتفق معه فرضي عن چوبان وأذن له في حرب الأمراء وقتلهم إن ظفر بهم وأمده بعشرة آلاف من المغل وانضم إليه قراسنقر المنصوري في كثير ، وكذلك وصل إليه ولده تمرتاش بجيش كثير فتوجه إلى قرمشي واقتتل معه فانهزم اصحاب قرمشي وعدة أمراء ممن كانوا معه وحضروا إلى المدينة السلطانية فقال لهم أبو سعيد لم فعلتم كذلك؟ فقال إن ما فعلناه بأمرك وكذبهم فأمر بقتلهم عن آخرهم. وأما قرمشي فإنه ألبس طرطورا أحمر وحلقت لحيته وسمر وطيف به. ثم قتل بعد ذلك» ا ه (١).
__________________
(١) عقد الجمان ج ٢٢ ص ٧٧.