الأمير چوبان أمر بقتل الوزير وكذا أعدم ركن الدين لأنه كفر نعمته ثم سار بجيش لجب يبلغ نحو السبعين ألفا فأغار على فيلق السلطان وفي الأثناء وفي القرب من هناك جاء الچوبان إلى الشيخ علاء الدولة وأبدى له ما وقع وطلب أن يقتص من قاتلي ابنه فتوسط الشيخ الموما إليه وطلب من السلطان أن يعدل في القضية ونصحه في ذلك ووعظه وحذره نتائج إهمال ذلك فلم ينل غرضا منه وأبى عليه ويئس الأمير چوبان فالتهب غيظا وجزع للمصاب دون أن يجد له ناصرا سوى قوة ساعده وما لديه من أعوان ... فتأهب للانتقام والمباشرة في الحرب إلا أن أكثر الأمراء مالوا لجانب السلطان وتابعوه كما مر وحينئذ ندم الأمير چوبان ورجع مرة أخرى إلى خراسان مختفيا ، هاربا فذهب إلى انحاء هراة والتجأ إلى الملك غياث الدين لحقوقه السابقة بينه وبينه ونظرا للحكم القطعي الصادر من السلطان لم يتمكن من ايوائه فقتله وعلى وصية منه جيء بنعشه إلى المدينة المنورة ...
ثم إن السلطان أرسل القاضي مبارك شاه إلى الأمير حسن الايلخاني أن يطلق زوجته بغداد خاتون فاضطر إلى مفارقتها خوفا على حياته فطلقها ثلاثا ولما انقضت عدتها عقد عليها السلطان وتزوجها (١) ...
وفي أبي الفداء عن هذه الوقعة ما نصه :
«وكان أبو سعيد ملك التتر صبيا عند موت أبيه خربندا فقام بتدبير المملكة چوبان ولم يكن لأبي سعيد معه من الأمر شيء ولما كبر أبو سعيد ووجد أن چوبان قد استبد به وليس له معه حكم اضمر له السوء وكان چوبان قد سلم الأردو لابنه الخواجة دمشق فحكم على أبي سعيد فاتفق في هذه السنة (سنة ٧٢٧ ه) أن چوبان سار بالعساكر إلى خراسان
__________________
(١) كلشن خلفا ورقة ٤٨.