وكل أمير له أعلام وطبول وبوقات ويتولى ترتيب ذلك كله أمير جندار (١) وله جماعة كبيرة وعقوبة من تخلف عن فوجه وجماعته أن يؤخذ تماقه فيملأ رملا ويعلق في عنقه ويمشي على قدميه حتى يبلغ المنزل فيؤتى به إلى الأمير فيبطح على الأرض ويضرب خمسا وعشرين مقرعة على ظهره سواء كان رفيعا أو وضيعا لا يحاشون من ذلك أحدا وإذا نزلوا ينزل السلطان ومماليكه في محلة على حدة وتنزل كل خاتون من خواتينه في محلة على حدة ولكل واحدة منهن الإمام والمؤذنون والقراء والسوق وينزل الوزراء والكتاب وأهل الاشغال على حدة وينزل كل أمير على حدة ويأتون جميعا إلى الخدمة بعد العصر ويكون انصرافهم بعد العشاء الأخيرة والمشاعل بين أيديهم فإذا كان الرحيل ضرب الطبل الكبير ثم يضرب طبل الخاتون الكبرى التي هي الملكة ثم أطبال سائر الخواتين ثم طبل الوزير ثم أطبال الأمراء دفعة واحدة ثم يركب أمير المقدمة في عسكره ثم يتبعه الخواتين ثم أثقال السلطان وزاملته وأثقال الخواتين ثم أمير ثان في عسكر له يمنع الناس من الدخول فيما بين الأثقال والخواتين ثم سائر الناس (٢).
__________________
(١) جمعه جنادرة وفسرهم ابن بطوطة في صحيفة ١٣٤ بأنهم الشرط إلى الحاكم وأما في غيره فالجاندار أو الجندر أصله جنكدار فخفف فهو حرس ذات الملك فارسي.
(٢) تحفة النظار ج ١ ص ١٤٠ وتحفة النظار هذه هي رحلة ابن بطوطة وقد اعتنى الغربيون بطبعها وكذا الترك ولهذه مختصرات عربية تداولتها الأيدي وترجمت إلى اللغات الاجنبية ، وفي استانبول عدة نسخ منها مفصلة وطبعت باتقان في الممالك الأوروبية. أما الترك فقد طبعوا لها ترجمة في الاستانة في ٢٨ شوال سنة ١٢٩٠ إلا أنها ناقصة ولا تحتوي على ما في الأصل تماما ، وفي سنة ١٣٣٥ ه طبعت ترجمتها التركية باتقان ترجمها محمد شريف الداماد في ثلاث مجلدات أحدها يحتوي فهارسها وعليها تعاليق مفيدة ومقابلة بنسخ عديدة ...