«مهنا بن عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة بن عصية بن فضل بن ربيعة التدمري أمير آل فضل من بني طيىء. ولد بعد سنة ٦٥٠ وكانت أولية هذا البيت من أيام اتابك زنكي. وكان مري بن ربيعة أخو فضل أمير عرب الشام أيام طغتكين وكان مهنا يلقب حسام الدين وكان ابن عمه أبو بكر بن علي بن حديثة أميرا على العرب فاتفق أن الظاهر بيبرس قبل السلطنة رمته الليالي في بيوتهم فطلب من ابن علي فرسا فلم يعطه فرآه عيسى بن مهنا فتوسم فيه فضمه إليه وأعطاه فرسا وبالغ في إكرامه. فلما تسلطن انتزع الامرة من أبي بكر وأعطاها لعيسى ثم تأمر ولده مهنا هذا في أيام المنصور قلاوون وكان معظما خليقا بالأمرة ... (ثم ذكر علاقته مع آل مري وكان رئيسهم أحمد بن حجى أمير آل مري وأوضاعه مع حكومة سورية ومصر ... وصار لم يطمئن هو وقومه فقال) : وتجهزوا إلى خربندا وكتب مهنا (هذا) إلى خربندا فقابلهم بالإكرام ، وخلع على سليمان بن مهنا وجهز لمهنا معهم أموالا جمة وخلعا واعطاه البلاد الفراتية وبلغ الناصر فغضب وأعطى الامرة لأخيه فضل فتوجه مهنا إلى خربندا فأكرمه وقرر معه أمر الركب العراقي فأعطاه مهنا عصاه خفارة لهم وجهد الناصر أن يحضر إليه مهنا فصار يسوق به من وقت إلى وقت آخر وفي طول المدة يرسل إخوته وأولاده والناصر ينعم عليهم بالأموال والاقطاعات ... إلى أن كان في سنة ٧٣٣ فتوجه مهنا من قبل نفسه إلى الناصر فأكرمه إكراما زائدا ورده على أمرته إلى أن مات في ذي القعدة سنة ٧٣٥ ه. قال الذهبي :
كان مهنا وقورا متواضعا لا يحفل بملبس ، دينا ، حليما ذا مروءة وسؤدد. وله من الأولاد موسى تأمر بعده وسليمان وأحمد وفياض وجبار وقارا وسعنة (كذا) وغيرهم.» ا ه (١).
__________________
(١) الدرر الكامنة ج ٤ ص ٣٧٠.