بعض الحوادث في هذا الدور وغاية ما يقال عنهم أن قوة حكومة المغول في اوائل صولتها لم تعد لهم ذكرا ولا ابقت لهم همة ... وإنما سكنوا وسكتوا ينتظرون الفرص وما تأتي به الأيام ... فعادوا بعد مدة وحصلوا في اواخر هذه الدولة على مكانتهم ...
ونزوحهم إلى المدن وتوطنهم فيها قليل وفردي ... وهؤلاء تميل نفسيتهم إلى البداوة وهوائها الطلق وحريتها الواسعة فلا تحكم عليهم كما على أهل المدن ولا تضيق بهم أرض ...
وفي أدوار الظلم أمثال هذه يندر جدا أن يستوطن البدوي المدن ...
والمعروف ممن ظهر له اسم من هذه القبائل :
١ ـ قبيلة طيىء. وكانت صاحبة السيادة العشائرية ولها كل السلطة بين الحجاز والعراق وسورية وقد مر من حوادث أمرائهم وعلاقتهم بالسياسة وأوضاع الاختلافات الدولية جعلت لهم مركزا ممتازا بحيث صارت تخطب ودهم كل من حكومة سورية والعراق فترغب في إمالتهم نحوها ترويجا لمآربها وأغراضها ... وأمراؤهم مهنا وأولاده وأخوه ...
٢ ـ قبيلة خفاجة. وهذه القبيلة لها الصولة في أنحاء الكوفة والمواطن الجنوبية منها وقد نعتها ابن بطوطة بأن السلطة في تلك الأنحاء كانت بيدها ... وقد جاء ذكرها عند الكلام على ابن الدواتدار الصغير أيضا.
٣ ـ قبيلة بني أسد وهي في أنحاء الحلة وفي جنوبي واسط وقد استعان بها ابن بطوطة في زيارته مرقد الشيخ أحمد الرفاعي. وكانت من القبائل القوية ولها المكانة المعروفة ... ويطول بنا البحث عنها في هذا الموطن ...