كانت تدار رأسا ، وكذا إربل ... وأما لورستان فإنها إمارة تابعة وإدارتها الداخلية مستقلة ...
وفي الأيام الأخيرة نال بغداد ظلم وقسوة من جراء اختلاف أمراء المغول على السلطة والإدارة فكانت المصيبة عظمى ، والكارثة كبرى ... والعراق وإن كان في اوائل أيامها لا يزال محافظا على وضعه. وحسن ادارته. وراحته بعد السقوط خصوصا بعد أن أسلم القوم ... إلا أن النكبة الأخيرة أمضت فيه وقست عليه أعني انهماك السلاطين في الأهواء النفسية وتسلط الأمراء ونفوذهم وهي مقدمة الارزاء وأول النكبات ... ومن ثم تدرجت المملكة العراقية في التدهور ومضت في سبيل الانحطاط إلى ما شاء الله ...
وأما المغول فإنهم لما كانت حكومتهم على نشاطها وقدرتها وبيدها اليساق لم يسمع لها خلاف أو مناوأة من الأمراء ولا هناك من شق عصى الطاعة إلا قليلا ولكن الأمر تزايد وصار الزعماء كل واحد يرى في نفسه الكفاءة للقيام بالإدارة ... ومن ثم لعبوا بمقدرات الملوك وبالشعب وزاد الخلاف إلى أن كانت نتيجته القضاء على هذه الإدارة وتمزيق شملها ولو كان الأمر مقصورا على انقراض المغول لقلنا نعم ما وقع ولكن ذلك أدى إلى ما امض بالأهلين وأنهك قواهم وسلب ثروتهم ولم يعد لهم أمل في أن يتمكنوا من استعادة قوتهم ومجدهم ...
هذا ولم يدخل خلاف في أمة ولم تتشعب اهواؤها إلا قضي عليها وماتت ... مما هو مشاهد ، محسوس في كافة الحالات الاجتماعية للأمم ، والإدارية فرع منها ولكل أمة أجل ...
والعراق نظرا لهذه الأوضاع وإنحلال الإدارة لم يبق فيه رأس مرعي الجانب ، مسموع الكلمة ، محترم القول ... والسلطة السياسية القابضة عليه كانت يدها من حديد وهي بين مغولية وايرانية ... واساسا