مغول خان. وآخرهم إيل خان. ويقال إن مغول خان استمرت حكومته طويلا. ثم خلفه أكبر أولاده (قاراخان). وهذا حكم في جميع مملكته المسماة اليوم (أولوطاغ). وفي زمنه صار المغول جميعهم كفارا حتى أنهم لم يكن فيهم من يعرف الله تعالى. ثم خلفه ابنه اوغوز خان.
اوغوز خان (نبي الترك)
وهذا ابن قاراخان من زوجته الكبيرة. أعطاه الله ما شاء من جمال. ويحكى عنه أنه بقي ثلاثة أيام بلياليها لا يرضع ثدي أمه. وكانت أمه في كل ليلة من هذه الليالي ترى رؤيا يدعوها فيها ابنها إلى الدين الحق وإلا فلا يمتص ثديها. أما أمه فإنها لم تعاند في مخالفة ابنها بل آمنت بوحدانية الله تعالى. ولذا أخذ يرضع ثديها. ولكن أمه لم تبح بسرها هذا لأحد.
والناس كانوا في السابق على (دين التوحيد) إلا أنهم اغتنوا أيام النجه خان فاستأسرتهم الثروة وأبطرهم الغنى فنسوا الله وصاروا كفارا حتى أنهم بلغوا من ذلك أنهم إذا سمعوا بأحد أقاربهم قد اعتقد بالله قتلوه في الحال.
ثم إن هؤلاء القوم كانوا قد اعتادوا أن لا يسموا المولود إلا بعد مضيّ سنة على ولادته ، فما لم يحل الحول لا يدعونه باسم. وحينئذ أراد قاراخان أن يضع لابنه اسما عند بلوغه الحول واتخذ له ضيافة أذيع خبرها. فلما احتشد الجمع قال الأب يخاطب الحاضرين : «إن ابني بلغ عاما كاملا فماذا ترون أن أسميه؟!» وقبل أن يجيبوا ويبدوا رأيهم نطق الولد قائلا «اسمي اوغوز» وحينئذ صاروا في حيرة مما سمعوا وشهدوا. قالوا : (لما كان الصبي اختار لنفسه هذا الاسم فلا يرجح عليه اسم آخر أحسن من هذا. فعرف بهذا الاسم. وقد أخذ العجب والاستغراب مأخذهما من الجماعة لما نطق به وهو في المهد. لذا تفاءلوا به خيرا