نَصِيبٌ مِنْها) (النساء : ٨٥).
وقوله صلىاللهعليهوسلم : «دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة ، عند رأسه ملك موكل [به] (١) كلما دعا لأخيه بشيء قال الملك : آمين ولك بمثله» (٢) في قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة : ٦) إلى آخر السورة ، هذا دعاء من يأتي به لنفسه ولجماعة المسلمين بظهر الغيب ، تقول الملائكة في السماء : «آمين» وقد قال تعالى : «ولعبدي ما سأل» (٣).
ومن ذلك قوله صلىاللهعليهوسلم : «إن إبراهيم حرّم مكة وأنا حرّمت المدينة» (٤). وقوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) (البلد : ١) يريد مكة ، ثم قال : (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) (البلد : ٢) يمكن أن يريد به المدينة ، ويكون في الآية تعريض بحرمة البلدين ، حيث أقسم بهما ، وتكراره البلد مرتين دليل على ذلك ، وجعل الاسمين لمعنيين أولى من أن يكونا لمعنى واحد ، وأن يستعمل الخطاب في البلدين أولى من استعماله في أحدهما ؛ بدليل وجود الحرمة فيهما.
ومن ذلك حديث الدجال (٥). (قلت) : وقع سؤال بين جماعة من الفضلاء في أنه : ما الحكمة في أنه لم يذكر الدجال في القرآن! وتلمّحوا في ذلك حكما ، ثم رأيت هذا الإمام (٦) قال : إنّ في القرآن تعريضا بقصته في قصة السامريّ (٧) ، وقوله سبحانه : (وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) الحديث من رواية أبي الدرداء رضياللهعنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ٢٠٩٤ كتاب الذكر والدعاء ... (٤٨) ، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب (٢٣) ، الحديث (٨٨ / ٢٧٣٣).
(٣) الحديث من رواية أبي هريرة رضياللهعنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢٩٦ كتاب الصلاة (٤) ، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (١١) ، الحديث (٣٨ / ٣٩٥) ضمن حديث طويل أوله «من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن ...» ثم ذكر الحديث القدسي ضمنه.
(٤) الحديث من رواية أبي سعيد الخدري رضياللهعنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ٢ / ١٠٠١ كتاب الحج (١٥) ، باب الترغيب في سكنى المدينة (٨٦) ، الحديث (٤٧٥ / ١٣٧٤).
(٥) حديث الدجال من رواية أبي الدرداء رضياللهعنه ، أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٥٥٥ كتاب صلاة المسافرين (٦) ، باب فضل سورة الكهف ... (٤٤) ، الحديث (٢٥٧ / ٨٠٩) ومن رواية النّوّاس بن سمعان رضياللهعنه ، في ٤ / ٢٢٥٠ ـ ٢٢٥٥ كتاب الفتن (٥٢) ، باب ذكر الدجال وصفته (٢٠) ، الحديث (١١٠ ـ ١١١ / ٢٩٣٧).
(٦) عنى به ابن برّجان في كتابه «الإرشاد».
(٧) السامري هو موسى بن المظفر ، كان من القوم الذين يعبدون البقر ، ذكره السهيلي في التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن الكريم ص ١١٢ في سورة طه.