النحاس (١) ، فكثيرا ما استدرك الناس عليهما ، وعلى سننهما مكّي (٢). والمهدوي (٣) حسن التأليف ، وكذلك من تبعهم كابن عطية (٤) ، وكلهم متقن مأجور ، فجزاهم الله خيرا.
(تنبيه) يكثر في معنى الآية أقوالهم واختلافهم ، ويحكيه المصنّفون للتفسير بعبارات متباينة الألفاظ ، ويظنّ من لا فهم عنده أن في ذلك اختلافا فيحكيه أقوالا ، وليس كذلك ، بل يكون كلّ واحد منهم ذكر معنى ظهر (٥) من الآية ، وإنما اقتصر عليه لأنه أظهر عند ذلك القائل ، أو لكونه أليق بحال السائل. وقد يكون بعضهم يخبر عن الشيء بلازمه ونظيره ، والآخر بمقصوده وثمرته ، والكل يؤول إلى معنى واحد غالبا ، والمراد الجميع ، فليتفطّن لذلك ؛ ولا يفهم من اختلاف العبارات ، اختلاف [١٠٢ / أ] المرادات ، كما قيل :
__________________
أول ١ / ١٧٩ ، ثان ١ / ٥٤ ، المتحف البريطاني (٧ / ١٣٨or.st.Browne قطعه منه) وتشستربتي : ٢٣٨٨٩ ، وحسن حسني : ٤٠ ، والظاهرية ٦٦ / ١٠. (تاريخ التراث : ١ / ٧٦).
(١) هو أحمد بن محمد أبو جعفر النحاس تقدم في ١ / ٣٥٦ ، وله كتابان في القرآن الكريم أحدهما : «إعراب القرآن» والثاني : «معاني القرآن» الأول طبع بتحقيق الدكتور زهير غازي زاهد بمط. العاني بغداد عام ١٣٩٨ ه / ١٩٧٧ م ، وأعادت طبعه عالم الكتب ببيروت عام ١٤٠٥ ه / ١٩٨٥ م وعنه قال حاجي خليفة في كشف الظنون ١ / ٤٦٠ «تفسير النحاس» قصد فيه «الإعراب» لكن ذكر القراءات التي يحتاج أن يبيّن إعرابها ، والعلل فيها وما يحتاج فيه من المعاني» ا ه وأما كتابه الآخر فهو «معاني القرآن» مخطوط يوجد الجزء الأول من هذا الكتاب في دار الكتب المصرية : ٣٨٥ تفسير. يبدأ بعد المقدمة بفاتحة الكتاب وينتهي بآخر سورة مريم خطها قديم وعدد أوراقها ٢٣٣ ق في بعضها خروم وترفيعات ، ومنه نسخة مصورة أخرى في الدار رقمها ٢٥٥٠٢ ب ، ومنه نسخة أخرى مصورة في معهد المخطوطات للجامعة العربية بالقاهرة رقم ١٩ وذكره ابن خير في فهرسته : ٦٥ باسم «العالم والمتعلم في معاني القرآن» وذكر ياقوت في معجم الأدباء ٤ / ٢٢٨ باسم «معاني القرآن» ووهم بروكلمان بأن جعل للنحاس كتاب «الجنى الداني في حروف المعاني» في تاريخ الأدب العربي» ٢ / ٢٧٦ وتبعه كوركيس عواد وعبد الحفيظ منصور والصواب أنه للحسن بن قاسم المرادي المتوفى ٧٤٩ ه. انظر مقدمة إعراب القرآن للزاهد ١ / ٢٨.
(٢) هو مكي بن أبي طالب حموش القيسي الأندلسي تقدم التعريف به في ١ / ٢٧٨ ، وتفسيره «الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره وأحكام وجمل من فنون علومه» يقوم بتحقيقه الأستاذ أحمد حسن فرحات في الكويت (أخبار التراث ٤ / ٢٤).
(٣) هو أحمد بن عمار أبو العباس تقدم التعريف به في ١ / ٤٨٨ ، و «تفسيره» مخطوط يوجد منه نسخة محفوظة بالمكتبة الظاهرية ٥٠٤ ، ونسخة ميكروفيلمية بمركز البحث العلمي وإحياء التراث بمكة ١٥٠ (معجم مصنفات القرآن ٢ / ٢٠٢).
(٤) هو عبد الحق بن غالب الغرناطي تقدم التعريف به وبكتابه «المحرر الوجيز» في ١ / ١٠١.
(٥) في المخطوطة (ويظهر).