وجاء السماع بعدم النون بعد «إما» كقول الشاعر :
فإما تريني ولي لمّة |
|
فإن الحوادث أودى بها (١) |
* الرابع عشر : «أمّا» المفتوحة ، قال الزمخشريّ (٢) في قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) (البقرة : ٢٦) إنها تفيد التأكيد.
* الخامس عشر : «ألا» الاستفتاحية ، كما صرح به الزمخشريّ (٣) ، في قوله تعالى :
(أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ) (البقرة : ١٢) ويدلّ عليه قولهم : إنها للتحقيق (٤) ، أي تحقيق الجملة بعدها ، وهذا معنى التأكيد ، قال الزمخشريّ : ولكونها بهذا المنصب من التحقيق لا تكاد تقع الجملة بعدها إلا مصدرة بنحو ما يتلقى به القسم ، نحو : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (يونس : ٦٢).
* السادس عشر : «ما» النافية ، نحو : ما زيد قائما (٥) أو قائم ، على لغة تميم ، جعل سيبويه (٦) فيها معنى التوكيد ؛ لأنه جعلها في النفي جوابا ل «قد» في الإثبات ، كما أن [قد] (٧) فيها معنى التوكيد ، فكذلك ما جعل جوابا لها ؛ ذكره ابن الحاجب (٨) في «شرح المفصّل».
* السابع عشر : «الباء» في الخبر ؛ نحو ما زيد بمنطلق ، قال الزمخشريّ في «كشافه
__________________
والتصويب من كتاب سيبويه ٣ / ٥١٥ (بتحقيق عبد السلام محمد هارون) باب النون الثقيلة والخفيفة.
(١) البيت للأعشى ، وهو في ديوانه ص ١٢٠ (طبعة رودلف جاير ، فينّا ١٩٢٧ م) وهو من شواهد سيبويه في الكتاب ٢ / ٤٦ ، والبغدادي في الخزانة ٤ / ٥٧٨ ، والعيني ٢ / ٤٦٦ و ٤ / ٣٢٧ ، وابن يعيش في شرح المفصل ٥ / ٩٥ و ٩ / ٦ و ٤١ ، وابن الشجري في أماليه ٢ / ٣٤٥ ، ومعنى البيت : إن كنت قد رأيتني فيما مضى ولي لمة فينانة فإن حوادث الدهر قد غيّرتها وذهبت بها. ويروى صدر البيت كالتالي : «فإمّا تري لمّتي بدّلت».
(٢) انظر الكشاف ١ / ٥٧.
(٣) انظر الكشاف ١ / ٣٣.
(٤) في المخطوطة (لتحقيق).
(٥) في المخطوطة (قائم).
(٦) انظر كتاب سيبويه ١ / ٥٧ ، (بتحقيق عبد السلام هارون) باب ما أجري مجرى ليس في بعض المواضع بلغة أهل الحجاز ، ثم يصير إلى أصله.
(٧) ساقطة من المخطوطة.
(٨) هو عثمان بن عمر بن يونس. أبو عمرو ، تقدم التعريف به في ١ / ٤٦٦ ، وبكتابه في ٢ / ٥٠٦.