فمن أحمر قان وأصفر فاقع |
|
وأزهر مبيضّ وأدكن مشمطّ |
كأنّ ظروف الماء من فوق متنها |
|
لآلي جمان قد نظمن على قرط (١) |
وقال أبو الخطاب بن دحية (٢) : دخلت على الوزير الفقيه الأجلّ أبي بكر عبد الرحمن بن محمد بن مغاور السلمي ، فوقع الكلام في علوم لم تكن من جنس فنونه ، فقال بديهأ :[الخفيف]
أيها العالم ادّركني سماحا |
|
فلمثلي يحقّ منك السماح |
إن تخلني إذا نطقت عييّا |
|
فبناني إذا كتبت وقاح |
أحرز الشأو في نظام ونثر |
|
ثم أثني وفي العنان جماح |
فبهزل كما تأوّد غصن |
|
وبجدّ كما تهزّ الصفاح (٣) |
وقال (٤) : دخلت عليه منزله (٥) بشاطبة في اليوم الذي توفي فيه وهو يجود بنفسه ، فأنشد بديها : [الخفيف]
أيها الواقف اعتبارا بقبري |
|
استمع فيه قول عظمي الرّميم |
أودعوني بطن الضريح وخافوا |
|
من ذنوب كلومها بأديمي |
ودعوني بما اكتسبت رهينا |
|
غلق الرهن عند مولّى كريم |
وقال ابن طوفان : دعا أبي أبا الوليد النّحلي ، فلمّا قضوا وطرهم من الطعام سقيتهم ، وجعلت أترع الكاسات (٦) ، فلمّا مشت في النّحلي سورة الحميّا (٧) ارتجل : [مجزوء الرمل]
لابن طوفان أياد |
|
قلّ فيها مشبهوه |
ملأ الكاسات حتى |
|
قيل في البيت أبوه |
ونظيره قول المتفتل (٨) من شعراء الذخيرة في الشاعر ابن الفراء : [مجزوء الرمل]
__________________
(١) الجمان : اللؤلؤ. والقرط : ما يعلق في شحمة الأذن من حلي.
(٢) انظر بدائع البداءة ج ٢ ص ١٧١.
(٣) تأوّد : مطاوع أوّده ، تعوّج وتثنّى.
(٤) البدائع ج ٢ ص ١٧٢.
(٥) في ه : «دخلت عليه بمنزله».
(٦) أترع الكاسات : أملؤها.
(٧) سورة الحميّا : شدة الخمر وقوته وتأثيره.
(٨) في ب : «المنفتل».