مقيم بدار ساكنوها من الأذى |
|
قيام على جمر الحمام قعود |
ويسمع للحيان في جنباتها |
|
بسيط كترجيع الصّدى ونشيد (١) |
ولست بذي قيد يرنّ ، وإنما |
|
على اللّحظ من سخط الإمام قيود |
وقلت لصدّاح الحمام وقد بكى |
|
على القصر إلفا والدموع تجود |
ألا أيها الباكي على من تحبّه |
|
كلانا معنّى بالخلاء فريد |
وهل أنت دان من محبّ نأى به |
|
عن الإلف سلطان عليه شديد |
فصفّق من ريش الجناحين واقعا |
|
على القرب حتى ما عليه مزيد (٢) |
وما زال يبكيني وأبكيه جاهدا |
|
وللشوق من دون الضّلوع وقود |
إلى أن بكى الجدران من طول شجونا |
|
وأجهش باب جانباه حديد (٣) |
أطاعت أمير المؤمنين كتائب |
|
تصرّف في الأموال كيف تريد |
فللشمس عنها بالنهار تأخّر |
|
وللبدر شحنا بالظلام صدود |
ألا إنها الأيام تلعب بالفتى |
|
نحوس تهادى تارة وسعود |
وما كنت ذا أيد فأذعن ذا قوى |
|
من الدهر مبد صرفه ومعيد (٤) |
وراضت صعابي سطوة علويّة |
|
لها بارق نحو الندى ورعود |
تقول التي من بيتها كفّ مركبي |
|
أقربك دان أم مداك بعيد (٥) |
فقلت لها أمري إلى من سمت به |
|
إلى المجد آباء له وجدود |
ثم قال (٦) : ولزمته آخر عمره علّة دامت به سنين ، ولم تفارقه حتى تركته يد جنين ، وأحسب أن الله أراد بها تمحيصه ، وإطلاقه من ذنب كان قنيصه ، فطهره تطهيرا ، وجعل ذلك على العفو له ظهيرا ، فإنها أقعدته حتى حمل في المحفّة ، وعاودته (٧) حتى غدت لرونقه مشتفّة ، وعلى ذلك فلم يعطل لسانه ، ولم يبطل إحسانه ، ولم يزل يستريح إلى القول ، ويزيح
__________________
(١) في ب ، ه : «ويسمع للجنان في جنباتها».
(٢) في ه : «فصفق من ريش الجناحين واقفا».
(٣) في ج : «إلى أن بكى الجذلان». والشجو : الحزن. وأجهش : بكى.
(٤) الأيد : القوة.
(٥) في ه : «أقربك دان أم نواك مديد».
(٦) انظر المطمح ص ٢١.
(٧) في ه : «وعادته».