وامتطى من طرفه ذا خبب |
|
يلثم الغبراء إن لم يعنق (١) |
أشوس الطرف علته نخوة |
|
يتهادى كالغزال الخرق |
لو تمطّى بين أسراب المها |
|
نازعته في الحشا والعنق |
حسرت دهمته عن غرّة |
|
كشفت ظلماؤها عن يقق (٢) |
لبست أعطافه ثوب الدجى |
|
وتحلّى خدّه باليقق |
وانبرى تحسبه أجفل عن |
|
لسعة أو جنّة أو أولق |
مدركا بالمهل ما لا ينتهي |
|
لاحقا بالرفق ما لم يلحق |
ذو رضا مستتر في غضب |
|
ذو وقار منطو في خرق |
وعلى خدّ كعضب أبيض |
|
أذن مثل سنان أزرق |
كلّما نصّبها مستمعا |
|
بدت الشّهب إلى مسترق |
حاذرت منه شبا خطّيّة |
|
لا يجيد الخطّ ما لم يمشق |
كلّما شامت عذاري خدّه |
|
خفقت خفق فؤاد فرق (٣) |
في ذرا ظمآن فيه هيف |
|
لم يدعه للقضيب المورق |
يتلقّاني بكفّ مصقع |
|
يقتفي شأو عذار مفلق |
إن يدر دورة طرف يلتمح |
|
أو يجل جول لسان ينطق |
عصفت ريح على أنبوبه |
|
وجرت أكعبه في زئبق |
كلّما قلّبه باعد عن |
|
متن ملساء كمثل البرق |
جمع السّرد قوى أزرارها |
|
فتآخذن بعهد موثق |
أوجبت في الحرب من وخز القنا |
|
فتوارت حلقا في حلق |
كلّما دارت بها أبصارها |
|
صوّرت منها مثال الحدق |
زلّ عنه متن مصقول القوى |
|
يرتمي في مائها بالحرق |
لو نضا وهو عليه ثوبه |
|
لتعرّى عن شواظ محرق (٤) |
أكهب من هبوات أخضر |
|
من فرند أحمر من علق (٥) |
__________________
(١) الخبب ، والعنق : ضربان من السير.
(٢) اليقق : البياض.
(٣) في ب : «فؤاد الفرق».
(٤) الشواظ : لهب لا دخان له.
(٥) أكهب : أغبر مائل للسواد.