المعنى ، وهو في الحياة بعد لم يتجاوز الاكتهال ، وكتاب «المآثر العامرية» لحسين بن عاصم في سير ابن أبي عامر وأخباره ، وكتاب الأقشتين (١) محمد بن عاصم النحوي في «طبقات الكتّاب بالأندلس» ، وكتاب سكن بن سعيد في ذلك ، وكتاب أحمد بن فرج في «المنتزين والقائمين بالأندلس وأخبارهم» ، وكتاب «أخبار أطباء الأندلس» لسليمان بن جلجل.
وأما الطب فكتب الوزير يحيى بن إسحاق وهي كتب حسان رفيعة (٢) ، وكتب محمد بن الحسن المذحجيّ أستاذنا رحمه الله تعالى! وهو المعروف بابن الكتاني وهي كتب رفيعة حسان ، وكتب التصريف لأبي القاسم خلف بن عياش الزهراوي ، وقد أدركناه وشاهدناه ، ولئن قلنا إنه لم يؤلّف في الطب أجمع منه ولا أحسن للقول والعمل في الطبائع لنصدقنّ ، وكتب ابن الهيثم في الخواصّ والسموم والعقاقير من أجلّ الكتب وأنفعها.
وأما الفلسفة فإني رأيت فيها رسائل مجموعة وعيونا مؤلفة لسعيد بن فتحون السّرقسطي المعروف بالحمار دالّة على تمكّنه من هذه الصناعة ، وأما رسائل أستاذنا أبي عبد الله محمد بن الحسن المذحجيّ في ذلك فمشهورة متداولة وتامّة الحسن فائقة الجودة عظيمة المنفعة.
وأما العدد والهندسة فلم يقسم لنا في هذا العلم نفاذ ، ولا تحقّقنا به ، فلسنا نثق بأنفسنا في تمييز المحسن من المقصّر في المؤلفين فيه من أهل بلدنا إلّا أني سمعت من أثق بعقله ودينه من أهل العلم ممّن اتّفق على رسوخه فيه يقول : إنه لم يؤلّف في الأزياج مثل زيج مسلمة (٣) وزيج ابن السمح (٤) ، وهما من أهل بلدنا ، وكذلك كتاب «المساحة المجهولة» (٥) لأحمد بن نصر فما تقدّم إلى مثله في معناه.
وإنما ذكرنا التآليف المستحقّة للذكر ، والتي تدخل تحت الأقسام السبعة التي لا يؤلّف عاقل عالم إلّا في أحدها ، وهي إمّا شيء يخترعه لم يسبق إليه (٦) ، أو شيء ناقص يتمّه ، أو شيء مستغلق يشرحه ، أو شيء طويل يختصره دون أن يخلّ بشيء من معانيه ، أو شيء متفرّق يجمعه ، أو شيء مختلط يرتّبه ، أو شيء أخطأ فيه صاحبه (٧) يصلحه.
__________________
(١) انظر ترجمته في الجذوة : ٧٤ ، ٨٢. وقد ورد اسمه في ب «الأفشين» محرفا.
(٢) في ب : «وهي كتب رفيعة حسان».
(٣) مسلمة : هو مسلمة بن أحمد المجريطي المتوفى سنة ٣٩٨. (ابن أبي أصيبعة ه ، ص ٣٩).
(٤) هو أصبغ بن محمد بن السمح الفرناطي المتوفى سنة ٤٢٦ (ابن أبي أصيبعة ج ٢ ص ٣٩).
(٥) هذه التسمية لا توجد في ج.
(٦) في ب : «لم يسبق إليه يخترعه».
(٧) في ب ، ه : «مؤلفه».