هؤلاء المخالفين ، وليس هنا خبر يدل على تفسير الناصب بأنه المبغض لأهل البيت (عليهمالسلام) كما يدعونه بل الخبران المتقدمان صريحان في انك لا تجد أحدا يقول ذلك. وبالجملة فإنه لا دليل لهم ولا مستند أزيد من وقوعهم في ورطة القول بإسلامهم فتكلفوا هذه التكلفات الشاردة والتأويلات الباردة ، على انا قد حققنا في الشهاب الثاقب بالأخبار الكثيرة بغض المخالفين المقدمين للجبت والطاغوت غير المستضعفين لأهل البيت (عليهمالسلام) واليه يشير كلام شيخنا الشهيد الثاني المتقدم نقله من الروض.
ومن أظهر ما يدل على ما ذكرناه ما رواه جملة من المشايخ عن الصادق (عليهالسلام) قال : «الناصبي شر من اليهودي. فقيل له وكيف ذلك يا ابن رسول الله؟ قال ان الناصبي يمنع لطف الإمامة وهو عام واليهودي لطف النبوة وهو خاص». فإنه لا ريب ان المراد بالناصبي هنا مطلق من أنكر الإمامة كما ينادي به قوله «يمنع لطف الإمامة» وقد جعله (عليهالسلام) شرا من اليهودي الذي هو من جملة فرق الكفر الحقيقي بلا خلاف. ومن أراد الإحاطة بأطراف الكلام والوقوف على صحة ما ادعيناه من اخبار أهل البيت (عليهمالسلام) فليرجع الى كتابنا المشار اليه آنفا فإنه قد أحاط بأطراف المقال ونقل الأقوال والأدلة الواردة في هذا المجال.
واما ما يدل على نجاسة الناصب الذي قد عرفت انه عبارة عن المخالف مطلقا إلا المستضعف منه فمنه ـ ما رواه في الكافي بسنده عن عبد الله بن ابي يعفور عن الصادق (عليهالسلام) (١) قال : «لا تغتسل من البئر التي تجتمع فيها غسالة الحمام فان فيها غسالة ولد الزنا وهو لا يطهر إلى سبعة آباء وفيها غسالة الناصب وهو شرهما ، ان الله لم يخلق خلقا شرا من الكلب وان الناصب أهون على الله تعالى من الكلب». وما رواه فيه ايضا عن خالد القلانسي (٢) قال : «قلت لأبي عبد الله (عليهالسلام) ألقى الذمي
__________________
(١) رواه في الوسائل في الباب ١١ من الماء المضاف.
(٢) رواه في الوسائل في الباب ١٤ من أبواب النجاسات.