طهارة الصوف والشعر ونحوهما من القرن والظلف وغيرهما بالحل وانها تحل من الميتة وليس المراد إلا حل استعمالها كما لا يخفى على من راجع عباراتهم. والعجب ايضا من متابعة الفاضل الخراساني في الذخيرة له على ذلك حيث انه جرى على ما جرى عليه وذكر ذلك وان لم يسنده اليه.
(الرابع) ـ قد اختلف كلام أهل اللغة في معنى الانفحة والظاهر انه بسبب ذلك اختلف كلام أصحابنا (رضوان الله عليهم) في ذلك ، فعن الصحاح ان الإنفحة بكسر الهمزة وفتح الفاء مخففة كرش الحمل والجدي ما لم يأكل. وقال في القاموس : «الانفحة بكسر الهمزة وتشديد الحاء وقد تكسر الفاء والمنفحة والتنفحة : شيء يستخرج من بطن الجدي الراضع اصفر فيعصر في صوفة فيغلظ كالجبن فإذا أكل الجدي فهو كرش ، وتفسير الجوهري الإنفحة بالكرش سهو» وقال الفيومي في المصباح المنير : «والانفحة بكسر الهمزة وفتح الفاء وتثقيل الحاء أكثر من تخفيفها قال ابن السكيت وحضرني أعرابيان فصيحان من بني كلاب فسألتهما عن الانفحة فقال أحدهما لا أقول إلا إنفحة يعني إلا بالهمزة وقال الآخر لا أقول إلا منفحة يعني إلا بميم مكسورة ثم افترقا واتفقا على ان يسألا جماعة من بني كلاب فاتفقت جماعة على قول هذا وجماعة على قول هذا فهما لغتان ، والجمع انافح ومنافح ، قال الجوهري الإنفحة هي الكرش ، وفي التهذيب لا تكون الانفحة إلا لكل ذي كرش ، وهو شيء يستخرج من بطنه اصفر يعصر في صوفة مبتلة في اللبن فيغلظ كالجبن ولا يسمى إنفحة إلا وهو رضيع فإذا رعى قيل استكرش اي صارت انفحته كرشا. ونقل ابن الصلاح ما يوافقه فقال الانفحة ما يؤخذ من الجدي قبل ان يطعم غير اللبن فان طعم غيره قبل مجبنة. وقال بعض الفقهاء ويشترط في طهارة الإنفحة ان لا تطعم السخلة غير اللبن وإلا فهي نجسة وأهل الخبرة بذلك يقولون إذا رعت السخلة وان كان قبل الفطام استحالت الى البعر» انتهى كلام صاحب المصباح. وقال في مجمع البحرين : والانفحة بكسر