الوحشية الذكية؟ فكتب الي كل اعمال البر بالصبر يرحمك الله فان كان ما تعمل وحشيا ذكيا فلا بأس».
ومنها ـ ما رواه في التهذيب عن ابي القاسم الصيقل وولده (١) قال : «كتبوا الى الرجل (عليهالسلام) جعلنا الله فداك انا قوم نعمل أغماد السيوف وليس لنا معيشة ولا تجارة غيرها ونحن مضطرون إليها وانما علاجنا من جلود الميتة من البغال والحمر الأهلية لا يجوز في أعمالنا غيرها فيحل لنا عملها وشراؤها وبيعها ومسها بأيدينا وثيابنا ونحن نصلي في ثيابنا؟ ونحن محتاجون الى جوابك في المسألة يا سيدنا لضرورتنا إليها ، فكتب (عليهالسلام) اجعلوا ثوبا للصلاة. الحديث».
هذا ما وقفت عليه من الأخبار الدالة على القول المشهور ، ووجه الجمع بينها وبين ما عارضها هو حمل المعارض على التقية لموافقته لمذهب بعض العامة كما أشرنا إليه في ذيل حديث الشاة ، ويدل على ذلك ما رواه في التهذيب عن عبد الرحمن بن الحجاج (٢) قال : «قلت لأبي عبد الله (عليهالسلام) اني ادخل سوق المسلمين اعني هذا الخلق الذين يدعون الإسلام فاشترى منهم الفراء للتجارة فأقول لصاحبها أليست هي ذكية فيقول بلى فهل يصلح لي ان أبيعها على انها ذكية؟ فقال لا ولكن لا بأس ان تبيعها وتقول قد شرط لي الذي اشتريتها منه انها ذكية. قلت وما أفسد ذلك؟ قال استحلال أهل العراق الميتة وزعموا ان دباغ جلد الميتة ذكاته ثم لم يرضوا ان يكذبوا في ذلك إلا على رسول الله (صلىاللهعليهوآله)». وفي التهذيب بسنده الى ابي بصير (٣) قال : «سألت أبا عبد الله (عليهالسلام) عن الصلاة في الفراء؟ فقال كان علي بن الحسين (عليهالسلام) رجلا صردا فلا تدفئه فراء الحجاز لان دباغها بالقرظ فكان يبعث الى العراق
__________________
(١) رواه في الوسائل في الباب ٣٨ من أبواب ما يكتسب به.
(٢) رواه في الوسائل في الباب ٦١ من أبواب النجاسات.
(٣) رواه في الوسائل في الباب ٦١ من أبواب لباس المصلي.