أثناء القرآن ما يدل على ذلك ، ولأن لفظ القرآن في قوله : (وَلَا الضَّالِّينَ) يعمهم وغيرهم ، فكل من ضلّ عن سواء السبيل داخل فيه.
ولا يبعد أن يقال : إن الضالين يدخل فيه كل من ضلّ عن الصراط المستقيم كان من هذه الأمة أو لا ، إذ قد تقدم في الآيات المذكورة قبل هذا مثله ، فقوله تعالى : (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (١) ، عامّ في كل ضال كان ضلاله كضلال الشرك أو النفاق ، أو كضلال الفرق المعدودة في الملة الإسلامية ، وهو أبلغ وأعلى في قصد حصر أهل الضلال ، وهو اللائق بكلية فاتحة الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم ، الذي أوتيه محمد صلىاللهعليهوسلم.
وقد خرجنا عن المقصود بعض خروج ، ولكنه عاضد لما نحن فيه وبالله التوفيق.
__________________
(١) سورة : الأنعام ، الآية : ١٥٣.