الْعالَمِينَ) (١) وبعض الحلولية استدل على قوله بقوله تعالى : (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) (٢). والتناسخي استدل بقوله : (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) (٣).
وكذلك كل من اتبع المتشابهات ، أو حرف المناطات ، أو حمّل الآيات ، ما لا تحمله عند السلف الصالح ، أو تمسك بالأحاديث الواهية ، أو أخذ الأدلة ببادئ الرأي ، له أن يستدل على كل فعل أو قول أو اعتقاد وافق غرضه بآية أو حديث لا يفوز بذلك أصلا ، والدليل عليه استدلال كل فرقة شهرت بالبدعة على بدعتها بآية أو حديث من غير توقف ـ حسبما تقدم ذكره ـ وسيأتي له نظائر أيضا إن شاء الله.
فمن طلب خلاص نفسه تثبّت حتى يتضح له الطريق ، ومن تساهل رمته أيدي الهوى في معاطب لا مخلص له منها إلا ما شاء الله.
__________________
(١) سورة : البقرة ، الآية : ٤٧.
(٢) سورة : ص ، الآية : ٧٢.
(٣) سورة : الانفطار ، الآية : ٨.