حقّا» قال : فشددت فشدد الله عليّ. قال : وقال لي النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر» قال : فصرت إلى الذي قال لي النبي صلىاللهعليهوسلم ، فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلىاللهعليهوسلم. وفي رواية قال : «صم يوما وأفطر يوما ، وذاك صيام داود ، وهو أعدل الصيام» ، قال : فقلت : إني أطيق أفضل من ذلك ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا أفضل من ذلك» (١) قال عبد الله بن عمرو : لأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحب إليّ من أهلي ومالي.
وفي الترمذي عن جابر رضي الله عنه قال : ذكر رجل عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعبادة واجتهاد ، وذكر عنده آخر بدعة ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «لا يعدل بالدعة» (٢) والدعة المراد بها هنا الرفق والتيسير. قال فيه الترمذي : حسن غريب.
وعن أنس رضي الله عنه قال : جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم يسألون عن عبادة النبي صلىاللهعليهوسلم ، فلما أخبروا كأنهم تقالّوها ، فقالوا : وأين نحن من النبي صلىاللهعليهوسلم؟ وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ فقال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبدا ، وقال الآخر : إني أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال الآخر : إني أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا ، فجاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني» (٣).
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وهي بجملتها تدل على الأخذ في التسهيل والتيسير
__________________
(١) أخرجه البخاري في كتاب : الصوم ، باب : صوم الدهر ، وأخرجه في باب : حق الضيف في الصوم (الحديث : ٥ / ١٢٣). وأخرجه مسلم في كتاب : الصيام ، باب : النهي عن صوم الدهر (الحديث : ١١٥٩). وأخرجه أبو داود في كتاب : الصوم ، باب : في صوم الدهر (الحديث : ٢٤٢٥). وأخرجه النسائي في كتاب : الصيام ، باب : صوم يوم وإفطار يوم وذكر الزيادة في الصيام والنقصان وصوم عشرة أيام من الشهر (الأحاديث : ٤ / ٢٠٩ ، ٢١٥). وأخرجه الترمذي في كتاب : الصوم ، باب : ما جاء في سرد الصوم (الحديث : ٧٧٠).
(٢) أخرجه الترمذي في كتاب : صفة القيامة ، باب : ٦١ (الحديث : ٢٥٢١).
(٣) تقدم تخريجه ص : ٢٩ ، الحاشية : ٢.