فأعاد لفظ (لا تنام) منكرا عليها ـ والله أعلم ـ غير راض فعلها ، لما خافه عليها من الكلل والسآمة أو تعطيل حق أوكد. ونحوه حديث أنس رضي الله عنه قال : دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم المسجد ـ وحبل ممدود بين ساريتين ـ فقال : «ما هذا؟» قالوا : حبل لزينب تصلي فإذا كسلت أو فترت أمسكت به. فقال : «حلوه ، ليصل أحدكم نشاطه فإذا كسل أو فتر قعد» (١) وفي رواية : «لا ، حلوه».
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : بلغ النبي صلىاللهعليهوسلم أني أصوم أسرد وأصلي الليل ، فإما أرسل إليّ وإما لقيته ، فقال : «ألم أخبر أنك تصوم لا تفطر وتصلي الليل؟ فلا تفعل ، فإن لعينك حظّا ، ولنفسك حظّا ، ولأهلك حظّا ، فصم وافطر وصلّ ونم» (٢) الحديث.
وفي رواية عن ابن سلمة قال : حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قال : كنت أصوم الدهر ، وأقرأ القرآن كل ليلة ، فإما ذكرت للنبي صلىاللهعليهوسلم وإما أرسل إليّ فأتيته فقال : «ألم أخبر أنك تصوم الدهر ، وتقرأ القرآن كل ليلة؟» فقلت : بلى يا رسول الله ، ولم أر في ذلك إلا الخير ، قال : «فإن كان كذلك ـ أو قال كذلك ـ فحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام» فقلت : يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك ، قال : «فإن لزوجك عليك حقّا ، ولزوارك عليك حقّا ، ولجسدك عليك حقّا» قال : «فصم صوم داود نبي الله ، فإنه كان أعبد الناس» قال : فقلت : يا نبي الله ، وما صوم داود؟ قال : «كان يصوم يوما ويفطر يوما ، قال : واقرأ القرآن في كل شهر» قال : فقلت : يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك ، قال : «فاقرأه في كل سبع ، ولا تزد على ذلك ، فإن لزوجك عليك حقّا ، ولزوارك عليك حقّا ، ولجسدك عليك
__________________
ـ وأخرجه مسلم في كتاب : صلاة المسافرين ، باب : أمر من نعس في صلاته (الحديث : ٧٨٥). وأخرجه مالك في الموطأ في كتاب : صلاة الليل ، باب : ما جاء في صلاة الليل (الحديث : ١ / ١١٨).
(١) أخرجه البخاري في كتاب : التهجد ، باب : ما يكره من التشديد في العبادة (الحديث : ٣ / ٢٧٨). وأخرجه أبو داود في كتاب : الصلاة ، باب : النعاس في الصلاة (الحديث : ١٣١٢). وأخرجه النسائي في كتاب : قيام الليل ، باب : الاختلاف على عائشة في إحياء الليل (الأحاديث : ٣ / ٢١٨ ، ٢١٩).
(٢) أخرجه أحمد في المسند (٢ / ١٩٩).