«لعنت القدرية والمرجئة على لسان سبعين نبيّا آخرهم محمد صلىاللهعليهوسلم» (١). وعن مجاهد بن جبير أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «سيكون من أمتي قدرية وزنديقية أولئك مجوس» (٢).
وعن نافع قال : بينما نحن عند عبد الله بن عمر نعوده إذ جاء رجل فقال : إن فلانا يقرأ عليك السلام ـ لرجل من أهل الشام ـ فقال عبد الله : بلغني أنه قد أحدث حدثا ، فإن كان كذلك فلا تقرأنّ عليهالسلام ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «سيكون في أمتي مسخ وخسف وهو في الزنديقية» (٣).
وعن ابن الديلمي قال : أتينا أبيّ بن كعب فقلت له : وقع في نفسي شيء من القدر فحدثني لعل الله يذهبه من قلبي فقال : لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم ، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، ولو مت على غير هذا لدخلت النار ، قال : ثم أتيت عبد الله ابن مسعود فقال لي مثل ذلك ، قال : ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك (٤). وفي بعض الحديث : «لا تكلموا في القدر فإنه سر الله» (٥) وهذا كله أيضا غير صحيح.
وجاء في المرجئة والجهمية شيء لا يصح عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلا تعويل عليه. نعم نقل المفسرون أن قوله تعالى : (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ* إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) (٦) نزل في أهل القدر فروى عبد بن حميد عن أبي هريرة
__________________
(١) أخرجه في كنز العمال (الحديث : ٦٣٥) فرع ذم القدرية والمرجئة. ورواه ابن عساكر.
(٢) أخرجه أحمد في المسند (٢ / ١٣٦).
(٣) أخرج نحوه في أهل القدر الترمذي في كتاب : القدر ، باب : ١٦ (الأحاديث : ٢١٥٣ ، ٢١٥٤). وأبو داود في كتاب : السنة ، باب : لزوم السنة (الحديث : ٤٦١٣). وأحمد في المسند (الحديث : ٥٦٣٩). والحاكم (١ / ٨٤).
(٤) أخرجه أبو داود في كتاب : السنة ، باب : القدر (الحديث : ٤٦٩٩).
(٥) أخرج نحوه الترمذي في كتاب : (٣٠) ، باب : (١). وأحمد في المسند (٢ / ١٩٦). وأخرجه في الجامع الصغير فصل : المحلى بأل من حرف القاف (الحديث : ٦١٧٩). وأخرج نحوه في كنز العمال (الحديث : ١٥٦٧).
(٦) سورة : القمر ، الآيتان : ٤٨ ـ ٤٩.