فنزلت : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ) (١).
وخرج عبد الحميد عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من رغب عن سنتي فليس مني» (٢) ثم تلا هذه الآية : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) (٣) إلى آخر الآية.
وخرج هو وغيره عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه في قول الله : (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) (٤) ، قال : ما قدمت من عمل خير أو شر ، وما أخرت من سنّة يعمل بها من بعده. وهذا التفسير قد يحتاج إلى تفسير ، فروي عن عبد الله قال : ما قدّمت من خير وما أخرت من سنة صالحة يعمل بها من بعدها ، فإن له مثل أجر من عمل بها لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، وما أخرت من سنة سيئة ، كان عليه مثل وزر من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا ، خرّجه ابن المبارك وغيره.
وجاء عن سفيان بن عيينة وأبي قلابة وغيرهما أنهم قالوا : كل صاحب بدعة أو فرية ذليل. واستدلوا بقول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ) (٥).
وخرّج ابن وهب عن مجاهد في قول الله : (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ) (٦).
يقول : ما قدّموا من خير ، وآثارهم التي أورثوا الناس بعدهم من الضلالة.
وخرّج أيضا عن ابن عون ، عن محمد بن سيرين أنه قال : إني أرى أسرع الناس ردة ،
__________________
(١) سورة : العنكبوت ، الآية : ٥١.
(٢) تقدم تخريجه ص : ٢٩ ، الحاشية : ٢.
(٣) سورة : آل عمران ، الآية : ٣١.
(٤) سورة : الانفطار ، الآية : ٥.
(٥) سورة : الأعراف ، الآية : ١٥٢.
(٦) سورة : يس ، الآية : ١٢.