وقد يستدل على كونها من الفروع :
أولا :
إنّ الإمامة رئاسة دنيوية ، لنظم أمر العباد ، فتكون واجبة وجوبا كفائيا تماما كبقية المهن والعلوم ، التي يجب تعلّمها وجوبا كفائيا لئلا يختل النظام.
والجواب :
١ ـ إنّ حقيقة الإمام بهذا الاستدلال ليس سوى رئيس دولة ، ينتخبه الشعب أو نوّاب الأمّة ، أو يتسلّط عليها بانقلاب عسكري ، فإن مثل هذا لا يشترط فيه سوى بعض المواصفات المعروفة ، ومن المعلوم أنّ الاعتقاد برئاسة رئيس جمهورية أو رئيس وزراء ليس من الأصول ولا من الفروع أيضا ، لا سيما وأنّ القوم يدّعون أن النبي مات ولم يوص ، فجعلها من الواجبات الكفائية فرع ثبوت صدور ذلك عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٢ ـ إن الشيعة الإماميّة لا تسلّم بأن الإمامة رئاسة دينيّة ودنيوية فقط ، بل هي منصب إلهي عظيم ، يهدي النفوس إلى الكمال ، بل الرئاستان «الدينية والدنيوية» شأنان من شئون الإمامة ، لأنّ اتّصافها بالرئاستين يعني اختصاصها بالتشريعات الظاهرية دون سائر المقامات المعنوية الثابتة للإمام كما عرفت سابقا.
ثانيا :
إنّ الفرد الجامع لخصائص الإمامة ، لا يفترق عن النبي ، فتصبح الإمامة عندئذ ، مرادفة للنبوة ، مع أنّ أدلة الخاتمية قطعت طريق هذا الاحتمال.
والجواب :
لا يرى العقلاء أي إشكال في كون الإمامة مرادفة للنبوة ، ولا يعني هذا ، أنّ الإمام صار نبيّا مشرّعا ، إذ قد تجتمع النبوة مع الإمامة في شخص واحد وقد لا تجتمعان بحيث يكون الشخص إماما وليس بنبي.
فعدم افتراق النبوة عن الإمامة في كل الصفات الروحية والخصائص النفسية ـ سوى ما أخرجه الدليل ـ لا يعني عدم الحاجة إلى الإمام الحافظ للشريعة ولاستمرارية بقاء الدين ، لأنه كما أن الأنبياء قد أنيطت بهم مسئولية هداية الناس عن طريق الوحي من الله تعالى ، كذلك أنيط إلى أفراد معينين حفظ برامج الأنبياء وإيصاله إلى الناس ، وهذا الحافظ الذي يحتمل عبء هذه المسئولية يعتبر حاميا