الرّعب والفزع من الإقدام على المعصية.
مثل ما تقرأ في الدعاء السادس والأربعين : «حجّتك قائمة ، وسلطانك ثابت لا يزول ، فالويل الدائم لمن جنح عنك ، والخيبة الخاذلة لمن خاب منك والشقاء الأشقى لمن اغترّ بك. ما أكثر تصرفه في عذابك ، وما أطول تردده في عقابك! وما أبعد غايته من الفرج! وما أفطنه من سهولة المخرج! عدلا من قضائك لا تجوز فيه ، وإنصافا من حكمك لا تحيف عليه ، فقد ظاهرت الحجج وأبليت الأعذار ...».
ومثل ما تقرأ في الدعاء الواحد والثلاثين : «اللهم فارحم وحدتي بين يديك ووجيب قلبي من خشيتك ، واضطراب أركاني من هيبتك ، فقد أقامتني ـ يا رب ـ ذنوبي مقام الخزي بفنائك. فإن سكت لم ينطق عني أحد وإن شفعت فلست بأهل الشفاعة».
ومثل ما تقرأ في الدعاء التاسع والثلاثين : «فإنك إن تكافني بالحقّ تهلكني وإلّا تغمدني برحمتك توبقني ... واستحملك من ذنوبي ما قد بهظني حمله وأ تسعين بك على ما قد فدحني ثقله ، فصلّ على محمد وآله وهب لنفسي على ظلمها نفسي ، ووكّل رحمتك باحتمال إصري ...».
الرابع : سوق الداعي بهذه الأدعية إلى الترفّع عن مساوي الأفعال وخسائس الصفات ، لتنقية ضميره وتطهير قلبه ، مثل ما تقرأ في الدعاء العشرين : «اللهم وفّر بلطفك نيّتي ، وصحّح بما عندك يقيني واستصلح بقدرتك ما فسد مني» «اللهم صلّ على محمد وآل محمّد ومتّعني بهدى صالح لا أستبدل به وطريقة حق لا أزيغ عنها ، ونيّة رشد لا أشكّ فيها» ، «اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلّا أصلحتها ، ولا عائبة أؤنب بها إلّا حسّنتها ، ولا أكرومة فيّ ناقصة إلا أتممتها».
الخامس : الإيحاء إلى الداعي بلزوم الترفّع عن الناس وعدم التذلل لهم ، وألّا يضع حاجته عند أحد غير الله ، وأنّ الطمع بما في أيدي الناس من أخسّ ما يتّصف به الإنسان ، مثل ما تقرأ في الدعاء العشرين : «ولا تفتني بالاستعانة بغيرك إذا اضطررت ، ولا بالخشوع لسؤال غيرك إذا افترقت ، ولا بالتضرّع إلى من دونك إذا رهبت ، فأستحق بذلك خذلانك ومنعك وإعراضك».