الموجودات الحيّة من ناحية اخرى تؤكّد على إنكار هذا الأمر ليس بهذه البساطة.
ومن أجل أن نتعرف إجمالاً على المنهج العلمي للعلماء المعاصرين في هذا المجال نُلقي نظرة خاطفة على الصحف العلمية التي نشرت حديثاً :
جاء في إحدى هذه الصحف في موضوع تحت عنوان هل (ينتصر الإنسان على الموت)؟
في عام ١٩٣٠ سعى عالم الاحياء الشهير «متالينكف» لأن يثبت بأنّ الحياة الخالدة موجودة بالقوة في نفس الطبيعة ، وأنّ مهمة العلم هي أن يصل إلى كشف أسرار الحياة الخالدة.
فهو يقول : إنّ الاحياء البسيطة مثل أحاديات الخلايا لا تموت في الواقع ، لأنّها تبقى حيّة إلى مالا نهاية عن طريق انشطار الخليّة الحيّة ... فلماذا نستغرب أن تكون هناك موجودات حيّة مركّبة من ملايين من الخلايا الخالدة وأنّ علينا نحن العلماء أن نتوصل إلى كشف أسرارها.
وجاء في فصل آخر من هذه المقالة موضوع بعنوان (نوم ستمائة عام) مايلي : مثل هذه الأفكار كانت تقوى يوماً بعد آخر حتى جاء البروفسور «ايتنجر» فصاغها بصيغة علمية ، قال ايتنجر : بإمكاننا الآن أن نتحدث عن الحياة الخالدة بلا تردد ، لأنّ الحياة الخالدة ثبتت امكانيتها نظرياً ، وقد بلغنا من التقنية ما يساعدنا على تحقيق ذلك عملياً.
ثم تحدّث عن استمرار الحياة بواسطة التجميد فأضاف : عندما تنخفض درجة حرارة الجسم بشدّة فإنّ سير الحياة يبطأ حتى كأنّه يتحرر من قيود الزمان ، وعندما يقترب انخفاض درجة حرارة جسمنا من «الصفر المطلق» ، (الصفر المطلق / (٢٧٠) درجة سانتيغراد تحت الصفر في المحرار المئوي!) فإنّ مقدار الحرارة الكافي لاستمرار الحياة لمدة ثانية واحدة في الظروف الاعتيادية يكفي حينئذٍ لادامة الحياة عدة قرون!
ثم تحدّث عن جزيئات الملح البلورية الشكل التي تحتوي في داخلها على خلايا متحجرة من البكتريا والعائدة لعصور مضت قبل مائة مليون عام ، وقد هيأ هذا العالم لها