الإنسان وتتحوّل إلى بخار وغازات فيستنشقها إنسان آخر فتحلُّ في جسمه.
ومن الممكن أيضاً أن تحل جميع أجزاء بدنِ الإنسان في بدن إنسان آخر بالتدريج.
من هنا يُطرح هذا السؤال وهو : بأيِّ جسم تختص هذه الأجزاء عندما تعود الروح إلى البدن؟ فإن كانت مختصة بالجسم الأول فالأجسام الاخرى تكون حينئذٍ ناقصة وإذا مااختصت بالأجسام الاخرى فسوف لن يبقى للجسم الأول شيء ، وبالإضافة إلى هذا من المحتمل ، أن يكون أحد الشخصين صالحاً والآخر مذنباً فما مصير هذه الأجزاء في هذه الحالة؟
كما يستفاد أيضاً من سبب نزول الآية ٢٦ من سورة البقرة في قصة إبراهيمعليهالسلام والطيور الأربعة أنّ سؤال إبراهيم عليهالسلام كان منحصراً في مجال المعاد الجسماني وشبهة الآكل والمأكول ، وذلك لأنّ الحيوان الميت الذي شاهده إبراهيم عليهالسلام على ساحل البحر كان قسم منه في ماء البحر وكانت تتغذى عليه حيوانات البحر وكان القسم الآخر على اليابسة وكانت تأكُلُ منه الحيوانات البرية ، وهذا المشهد هو الذي جعل إبراهيم عليهالسلام يغرق في التفكير ثم عرض طلبه على الله لمشاهدة كيفية إعادة الحياة للموتى.
* * *
الجواب :
قد اجيب عن هذا الإشكال القديم بأجوبة مختلفة ، وأشهر هذه الأجوبة هو التمسك بعدم فناء «الأجزاء الأصلية».
قال أنصار هذه النظرية : إنّ جسم الإنسان مركب من أجزاء أصلية وغير أصلية ، فالأجزاءُ الأصلية هي التي لا تعرض عليها الزيادة ولا النقصان ، وغير الأصلية ما تعرض عليها الزيادة والنقصان باستمرار.
فالأجزاء الأصلية تحافظ على بقائها بعد موت الإنسان وإذا ما تحولت إلى تراب فإنّ ذلك التراب لن يحل في جسم موجودٍ آخر ، وفي يوم القيامة تنمو هذه الأجزاء فيتكون منها