رسول الله صلىاللهعليهوآله عدداً من المشركين بأسمائهم وقال : يا اباجهل يا عتبة يا شيبة يا أُميّة! هل وجدتُم ما وعد ربُّكم حقاً؟ فإنّي وجدتُ ما وعدني ربّي حقّاً ، فقال عُمَرُ : يا رسول الله أما تُكلِّم من أجسادٍ لا أرواح فيها؟ فقال : «والّذي نفسي بيده ما أنتم باسمع لِما اقولُ منهُم غير انّهم لا يستطيعون جواباً» (١)!
إنّ هذه الأحاديث لا تدل على وجود عالم البرزخ فحسب بل تدل على وجود نوع من الحياة بعد موت الجسم ، بل وتدلّ على أنّهم لهم نوع من الارتباط بهذا العالم أيضاً ، فهم يسمعون بعض الحديث على الأقل.
٣ ـ جاء في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين علي عليهالسلام : أنّه عندما عاد من حرب صفين وقف على مقبرة تقع خلف باب الكوفة وتحدث إلى الأموات بهذه الكلمات : «أنتم لنا فرطٌ سابقٌ ونحن لكم تبعٌ لاحقٌ ، أمّا الدورُ فقد سُكِنَت وأمّا الأزواج فقد نُكِحَت وأمّا الأموالُ فقد قُسِّمَت ، هذا خبرُ ما عندنا فما خبرُ ما عندكم»؟
والتفت إلى أصحابه وقال : «أمّا لو اذِن لهم في الكلام لأخبروكم أنّ خير الزاد التقوى» (٢). وهذا الحديث أيضاً يدلّ على أنّه بالإضافة إلى أنّ عالم البرزخ يتحقق بالنسبة للأموات فإنّ للموتى نوعاً من الارتباط مع هذا العالم أيضاً.
٤ ـ وهناك خطب متعددة في نهج البلاغه أيضاً تحدثت عن البرزخ بوضوح ، فقد جاء في إحدى خطبه عليهالسلام حيث ذكر الإمام عدداً من السابقين وقال : «اولئِكم سلفُ غايتكُم ... سلكوا في بطون البرزخ سبيلاً» (٣).
وجاء في خطبة اخرى عنه عليهالسلام عندما كان يصف «أهل الذكر» : «فكأنّما قطعوا الدٌّنيا إلى الآخرة وهم فيها ، فشاهدوا ما وراء ذلك ، فكأنّما اطلعوا عيوب أهل البرزخ في طول الاقامة فيه» (٤).
__________________
(١) كنز العمال ، ج ١٠ ، ص ٣٧٦ ، ح ٢٩٨٧٤.
(٢) نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، الكلمة ١٣٠.
(٣) المصدر السابق ، الخطبة رقم ٢٢١.
(٤) المصدر السابق ، الخطبة رقم ٢٢٢.