عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) أى أقبل على أمره ، واستولى على ملكه ، وقدر عليه بالقهر والغلبة. وهو أعظم المخلوقات ، وأكبر الموجودات. فإذا قهره وقدر عليه ، فكيف ما دونه لديه.
قال أبو القاسم (١) الأصبهانى : استوى يقال على وجهين. أحدهما يسند إلى فاعلين فصاعدا ، نحو استوى زيد وعمرو فى كذا ، أى تساويا.
الثانى : أن يقال لاعتدال الشيء فى ذاته ، نحو قوله تعالى : (ذُو مِرَّةٍ (٢) فَاسْتَوى) ، ومتى عدّى بعلى اقتضى معنى الاستيلاء ، نحو (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى). وقيل معناه : استوى له ما فى السّماوات ، وما فى الأرض (٣) بتسويته تعالى إيّاه ؛ كقوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى (٤) السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ). وقيل : معناه : استوى كلّ شىء فى النسبة إليه ، فلا شىء أقرب إليه من شىء ؛ إذ كان تعالى ليس كالأجسام الحالّة فى مكان دون مكان. وإذا عدّى بإلى اقتضى معنى الانتهاء إليها (٥) إمّا بالذّات ، أو بالتّدبير. والله أعلم.
__________________
(١) هو الراغب فى المفردات.
(٢) الآية ٦ سورة النجم.
(٣) فى الراغب بعده : أى استقام له.
(٤) الآية ٢٩ سورة البقرة.
(٥) فى الراغب : «اليه».