مطلقا ، ومتى فقدها فعاجز مطلقا ، ومتى وجد بعضها دون بعض فمستطيع من وجه ، عاجز من وجه. ولأن يوصف بالعجز أولى.
والاستطاعة أخصّ من القدرة. وقوله تعالى : (وَلِلَّهِ (١) عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) فإنّه يحتاج إلى هذه الأربعة.
وقوله : (هَلْ (٢) يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ) قيل : قالوا ذلك قبل أن يقوى معرفتهم بالله. وقيل : إنّهم لم يقصدوا قصد القدرة ، وإنّما قصدوا أنّه هل يقتضى الحكمة أن يفعل ذلك ، وقيل : يستطيع ويطيع بمعنى واحد ، ومعناه : هل يجيب ؛ كقوله : (ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ (٣) وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) أى يجاب. وقرئ (هل تستطيع ربّك) على الخطاب ، ونصب (ربَّك) أى سؤال ربّك ؛ كقولك : هل تستطيع الأمير أن يفعل كذا؟ ويقال فيه استاع واسطاع ؛ قال الله تعالى : (فَمَا (٤) اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً) قال :
تكثّر من الإخوان ما اسطعت إنهم |
|
عماد إذا استنجدتهم وظهور |
فما بكثير ألف خلّ وصاحب |
|
وإنّ عدوّا واحدا لكثير |
__________________
(١) الآية ٩٧ سورة آل عمران.
(٢) الآية ١١٢ سورة المائدة.
(٣) الآية ١٨ سورة غافر.
(٤) الآية ٩٧ سورة الكهف.