وإنّما فخّموا فيه ؛ تعظيما وتفرقة بينه وبين اللّات. وقول الإمام فخر الدّين : اختلف هل اللّام المغلّظة من اللغات الفصيحة أم لا ، لا يظهر له أثر هاهنا ؛ لإطباق العرب على التّغليظ ؛ كما قدّمناه.
وكتبوا (الله) بلامين ، والّذى والّتى بواحدة ، قيل : تفرقة بين المعرب والمبنىّ. ويشكل بأنّهم قالوا الأجود كتب اللّيل واللّيلة بلام واحدة. وقيل : لئلا يلتبس بلفظ إله خطّا.
وحذفوا الألف الأخيرة خطّا ؛ (لئلا (١) يشكل) باللاه اسم فاعل من لها يلهو ، وقيل [تحذف الألف](٢) تخفيفا. وقيل : (٣) هى لغة فى الممدودة ـ وممّن حكاه أبو القاسم الزّجاجىّ ـ فاستعملت خطّا. ومنها قول الشاعر :
أقبل سيل جاء من عند الله |
|
يحرد حرد الجنّة المغلّه |
وقوله :
* ألا لا بارك الله فى سهيل (٤) *
والمشهور أنّه من باب الضرورة.
وقول الزمخشرى : ومن هذا الاسم اشتقّ تألّه وأله واستأله ، غير سديد ؛ لأنّ لفظ الإلاه مشتق ، وله أصل عند الزّمخشرى ، وعلى زعمه ، فكيف يكون الأفعال المجرّدة والمزيدة مشتقّة منه ، بل يكون الأفعال مشتقّة من المصادر ، كما هو رأى البصريّين ، وبالعكس كما هو رأى الكوفيّين.
__________________
(١) أ ، ب : ليشكل»
(٢) زيادة لإيضاح المقام.
(٣) «وقيل» : سقط فى ب
(٤) عجزه : * اذا ما الله بارك فى الرجال* وسهيل اسم رجل