وأصل الكلمة ومادّتها ـ أعنى (ب ر ر) ـ موضوعة (لخلاف (١) البحر) ، وتصوّر منه التوسّع ، فاشتقّ منه البرّ أى التوسّع فى فعل الخير. وينسب ذلك تارة إلى الله تعالى فى نحو (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) ، وإلى العبد تارة ، فيقال : برّ العبد ربّه ، أى توسّع فى طاعته. فمن الله تعالى الثواب ومن العبد الطاعة. وذلك ضربان : ضرب فى الاعتقاد ، وضرب فى الأعمال. وقد اشتمل عليهما قوله تعالى (لَيْسَ ٢) الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ) الآية (وعلى هذا ما روى أنه صلىاللهعليهوسلم سئل عن البرّ فتلا هذه الآية (٣)) فإن الآية متضمّنة للاعتقاد ، ولأعمال الفرائض ، والنّوافل. وبرّ الوالدين : التّوسّع فى الإحسان إليهما. ويستعمل البرّ فى الصدق لكونه بعض الخير. يقال : برّ فى قوله ، وفى يمينه ، وحجّ مبرور : مقبول. وجمع البارّ أبرار ، وبررة. وخصّ الملائكة بالبررة من حيث إنّه أبلغ من الأبرار ؛ فإنه جمع برّ. والأبرار جمع بارّ ، وبرّ أبلغ من بارّ ؛ كما أنّ عدلا أبلغ من عادل. والبرّ معروف وتسميته بذلك لكونه أوسع ما يحتاج إليه فى الغذاء.
__________________
(١) فى ا كتب (لخلاف) فوق (البحر) وفى ب : «للبحر». وما أثبت عن الراغب.
(٢) الآية ١٧٧ سورة البقرة.
(٣) سقط ما بين القوسين فى ا.