بذلك ؛ لكونه بناء للأب ؛ فإنّ الأب قد بناه. ويقال لكلّ ما يحصل من جهة شىء ، أو من تربيته أو بتفقده ، أو كثرة خدمته له ، وقيامه بأمره : هو ابنه ؛ نحو فلان ابن الحرب ، وابن السّبيل للمسافر. وابن بطنه ، وابن فرجه إذا كان همّه مصروفا إليهما ، وابن يومه إذا لم يتفكّر فى غده. وجمع ابن أبناء ، وبنون. ومؤنّثه ابنة وبنت. والجمع بنات.
وقوله : (هؤُلاءِ (١) بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) ، وقوله : (لَقَدْ (٢) عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ) فقد قيل : خاطب بذلك أكابر القوم ، وعرض عليهم بناته ، لا أهل قريته كلّهم ؛ فإنّه محال أن يعرض بنات قليلة على الجمّ الغفير. وقيل : بل أشار بالبنات إلى بنات أمّته. وسمّاهنّ بنات له ؛ لكون النبىّ بمنزلة الأب لأمّته ، بل لكونه أكبر الأبوين لهم. وقوله : (وَيَجْعَلُونَ (٣) لِلَّهِ الْبَناتِ) يريد به قولهم : الملائكة بنات الله.
__________________
(١) الآية ٧٨ سورة هود.
(٢) الآية ٧٩ سورة هود.
(٣) الآية ٥٧ سورة النحل.