بخلا. والحصير عرق يمتدّ معترضا على جنب الدّابة إلى ناحية بطنها. وقول النبىّ صلىاللهعليهوسلم «تعرض (١) الفتن على القلوب عرض الحصير» فسّره أهل الحديث فقالوا : الحصير كلّ ما نسج من جميع الأشياء لأنّ بعضه نسج ببعض ، سداه بلحمته. وقالوا : المراد من هذا أنّ الحصير ثوب مزخرف موشىّ حسن إذا نشر أخذت القلوب مآخذه لحسن وشيه وصنعته ، وكذلك (٢) الفتنة تزيّن للناس وتزخرف ، وعاقبة ذلك إلى غرور. قال :
فليت الدّهر عاد لنا جديدا |
|
وعدنا مثلنا زمن الحصير |
أى زمنا كان بعضنا يزخرف القول لبعض فيتوادّ عليه. والحصير : الجنب ، والحصيران الجنبان.
وقوله تعالى : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً)(٣) قيل : الحصور : الّذى لا يأتى النّساء ، إمّا من العنّة ، وإمّا من العفّة والاجتهاد فى إزالة الشهوة ، والثانى أظهر فى الآية لأن بذلك يستحقّ الرّجل المحمدة. والحصور أيضا : المجبوب. والحصور أيضا الضّيّق البخيل كالحصر (٤). والحصر والإحصار : المنع عن طريق البيت. والإحصار يقال فى المنع الظّاهر كالعدوّ ، والمنع الباطن كالمرض ، والحصر لا يقال إلّا فى المنع الباطن. وقوله تعالى : (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ)(٥) محمول على الأمرين ، وكذلك قوله تعالى : (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا)(٦) وقوله : (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ)(٧) أى ضاقت بالبخل والجبن ، وعبّر عنه بذلك كما عبّر [عنه](٨) بضيق الصدر ، وعن ضدّه بالبرّ والسّعة.
__________________
(١) ورد فى النهاية عن حذيفة.
(٢) ب : «لذلك».
(٣) الآية ٣٩ سورة آل عمران.
(٤) فى الاصلين : «كالخصم» وما أثبت عن القاموس.
(٥) الآية ١٩٦ سورة البقرة.
(٦) الآية ٢٧٣ سورة البقرة.
(٧) الآية ٩٠ سورة النساء.
(٨) زيادة من الراغب.