وفى الحديث قال (١) أبىّ بن كعب : سألت النبىّ صلىاللهعليهوسلم عن التّوبة النّصوح فقال : هو الندم على الذنب حين يفرط منك ، وتستغفر الله بندامتك عند الحافر ، ثمّ لا تعود إليه أبدا. وقال أبو العبّاس هذه كلمة كانوا يتكلّمون بها عند السّبق والبرهان يقول : أوّل ما يقع حافر الفرس على الحافر ـ أى المحفور ـ أو الحافرة ـ أى المحفورة ـ فقد وجب النّقد. وإذا قيل عند الحافرة بالهاء (٢) أى عند أوّل كلمة. وقيل : فيه وجهان :
أحدهما : أنّه لمّا جعل الحافر فى معنى الدّابّة نفسها وكثر استعماله على ذلك من غير ذكر الذّات فقيل : اقتنى فلان الخفّ والحافر أى ذواتهما ، ألحقت (٣) به علامة التأنيث استعارة بتسمية الذّات بها.
والثّانى : أن يكون «فاعلة» من الحفر ، لأنّ الفرس بشدّة الدّوس تحفر (٤) الأرض ، كما سمّى فرسا لأنها تفرسها (٥) أى تدقّها (٦). هذا أصل الكلمة ثمّ كثرت حتى استعملت فى كلّ أوّليّة ، فقيل رجع إلى حافرته. ويقال التقى القوم فاقتتلوا عند الحافرة أى عند أوّل ما التقوا.
__________________
(١) ورد فى النهاية.
(٢) فى الاصلين : «مالها». وظاهر أنه تحريف عما أثبت.
(٣) فى الاصلين : «والحقت». والتصحيح من اللسان والتاج.
(٤) فى الأصلين : «يحفر» و «يغرسها» و «يدقها» بصيغة التذكير للفعل. والمناسب ما أثبت تبعا لما فى اللسان ، فان التذكير لا يأتى معه وجه تأنيث الوصف ، وهو المطلوب. وانظر النهاية فى غريب الحديث.