أى أثبتّه حقّا ، أو حكمت بكونه حقّا. وقوله تعالى : (لِيُحِقَّ الْحَقَّ)(١) فإحقاق الحقّ على ضربين : أحدهما بإظهار الأدلّة والآيات ، كما قال (وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً)(٢) أى حجّة قويّة. والثّانى بإكمال الشريعة وبثّها (٣) ، كقوله تعالى : (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ)(٤) وقوله : (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ)(٥) إشارة إلى القيامة كما فسّره بقوله : (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ)(٦) لأنّه يحقّ فيه الجزاء.
ويستعمل استعمال الواجب اللازم والجائز نحو (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)(٧) وقوله : (حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ)(٨) [قيل معناه جدير]. وقرئ (حقيق علىَّ) (٩) قيل واجب.
والحقيقة تستعمل تارة فى الشىء الذى له ثبات ووجود : كقول النبى صلىاللهعليهوسلم لحارثة «لكلّ حقّ حقيقة فما حقيقة إيمانك» أى ما الذى ينبئ عن كون ما تدّعيه حقّا. وفلان يحمى حقيقته أى ما يحقّ عليه أن يحميه ، وتارة تستعمل فى الاعتقاد كما تقدّم ، وتارة فى العمل وفى القول فيقال : فلان لفعله حقيقة إذا لم يكن مرائيا فيه ؛ ولقوله حقيقة إذا لم
__________________
(١) الآية ٨ سورة الانفال.
(٢) الآية ٩١ سورة النساء.
(٣) كذا فى ب. وفى ا : «ثبتها» وكان الاصل : «تبيثتها».
(٤) الآية ٨ سورة الصف.
(٥) صدر سورة الحاقة.
(٦) الآية ٦ سورة المطففين.
(٧) الآية ٤٧ سورة الروم.
(٨) الآية ١٠٥ سورة الاعراف.
(٩) زيادة من الراغب. والقراءة الاولى قراءة الجمهور غير نافع ، والثانية قراءة نافع. وقد ضمن «حقيق» فى القراءة الاولى معنى «حريص» فعدى بعلى.