وقوله تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً)(١) أى طاعة وقوله (لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ)(٢) حثّ على اتّباع دين النبىّ صلىاللهعليهوسلم الّذى هو أوسط الأديان وخيرها ، كما قال : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً)(٣). وقوله تعالى (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ)(٤) قيل يعنى فى الطّاعة ، فإنّ ذلك لا يكون فى الحقيقة إلّا بالإخلاص ، والإخلاص لا يتأتّى فيه الإكراه. وقيل إنّ ذلك مختصّ بأهل الكتاب الباذلين للجزية. وقوله تعالى : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ)(٥) يعنى الإسلام كقوله (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)(٦). وقوله (فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ)(٧) أى غير مجزيين.
وقال بعضهم : الدّين : الجزاء ، دنته دينا ودينا ، والإسلام [وقد](٨) دنت به ، والعادة ، قال (٩) :
تقول إذا درأت لها وضينى |
|
أهذا دينه أبدا ودينى |
والطاعة كالدينة فيهما (١٠) بالهاء ، والذّلّ ، والداء ، والحساب ، والقهر والغلبة ، والسّلطان والحكم ، والتّوحيد ، واسم لجميع ما يتعبّد الله به ، والملّة ، والورع ، والمعصية ، والإكراه ، ومن الأمطار : ما تعاهد موضعا فصار ذلك له عادة.
__________________
(١) الآية ١٢٥ سورة النساء.
(٢) الآية ١٧١ سورة النساء.
(٣) الآية ١٤٣ سورة البقرة.
(٤) الآية ٢٥٦ سورة البقرة.
(٥) الآية ٨٣ سورة آل عمران.
(٦) الآية ٨٥ سورة آل عمران.
(٧) الآية ٨٦ سورة الواقعة.
(٨) زيادة من القاموس.
(٩) أى المثقب العبدى ، من قصيدة مفضلية. وقوله : «تقول» ، أى ناقته. يذكر أنه كثير الرحلات حتى تشكت ناقته ويوضح هذا المعنى البيت قبله :
اذا ما قمت أرحلها بليل |
|
تأوه آهة الرجل الحزين |
والوضين حزام يشد به الرحل ، والدرء : الدفع. أى اذا رأته شد الرحل عليها عرفت ما يريده من الجهد فى السير وادمان الرحلة.
(١٠) أى فى العادة والطاعة وفى القاموس ذكر قبل الطاعة من معانى الدين المواظب من الامطار أو اللين منها ، فقوله : «فيهما» يرجع الى المطر والى الطاعة.