تتخذوا أصحابي غرضاً ، وأكرموا أصحابي ، لا يمكن أن يكون خطاباً للكافرين ، أو للمعدومين حال الخطاب ، كما هو ظاهر ، فلابد أن يكون خطاباً للأصحاب أنفسهم ، ولا أقل من شموله لهم.
فيلزم أن يكون الذين أراد إكرامهم وعدم سبهم جماعة مخصوصين منهم ؛ وهم الذين اتخذهم الصحابة غرضاً بعده وسبوهم ولم يكرموهم ، وما هم بالضرورة إلا عليّ عليهالسلام وآله ، كما يشهد له ما في «كنز العمال» (١) عن الديلمي عن جابر وأحمد بن حنبل والطبراني وسعيد بن منصور عن أبي أمامة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : « يجيء يوم القيامة المصحف ، والمسجد والعترة .
فيقول المصحف : يا رب حرقوني ومزقوني .
ويقول المسجد : يا رب خربوني وعطلوني وضيعوني.
وتقول العترة : طردونا وقتلونا وشرّدونا !
وأجثو بركبتي للخصومة.
فيقول الله تعالى : ذلك إلى ، وأنا أولى بذلك » (٢) .
وما في «مسند أحمد » (٣) عن أمّ الفضل قالت :
أتيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في مرضه فجعلت أبكي ، فرفع رأسه فقال : ما يبكيك ؟
قلت : خفنا عليك ، وماندري ما نلقى من الناس بعدك ؟
__________________
(١) ص : ٣٣٩ ج ٦ . منه قدسسره .
(٢) كنز العمال ١١ / ١٩٣ ح٣١١٩٠.
(٣) ص : ٣٣٩ ج ٦.منه قدسسره .