وبالضرورة أن ليس كل الصحابة كذلك ؛ وإنّما هم على عليهالسلام وشيعته ، كما مر عند ذكر المصنف رحمهالله للآية في الآيات النازلة بأمير المؤمنين عليهالسلام .
وأما الآية الرابعة : فلا تدلّ على أكثر من رضا الله تعالى عن جماعة خاصة من الصحابة في فعل خاص ؛ وهو بيعتهم للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بیت الشجرة ، فلا تشمل جميع الصحابة ولا تدلّ على رضا الله تعالى عن أهل بيعة الشجرة في كل أفعالهم . ولا سيما بعد ما أحدثوا الأحداث.
روى البخاري (١) عن المسيب ، قال :
لقيت البراء بن عازب ، فقلت له : طوبى لك صحبت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وبايعته تحت الشجرة .
فقال : يا ابن أخي إنّك لا تدري ما أحدثنا بعده (٢) .
هذا كلّه في الآيات .
وأما ما استدل به من أخبارهم فغير حجّة علينا ، بل أكثرها ليس حجّة عندهم ؛ لضعف أسانيدها ، ودعوى الفضل اشتهارها ممنوعة ؛ فإنّ الراوي لأكثرها هو الترمذي ، وقد رماها بالغرابة ؛ كرواية : «الله الله في أصحابي» ، ورواية : لا تمس النار مسلماً رآني ، ورواية : «ما من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائداً ونوراً لهم يوم القيامة» (٣) .
ولا ريب في غرابتها وكذبها لأمور كثيرة ، إلا أن يراد بها الخصوص ، كما هو صريح بعضها ، فإن الخطاب في قوله : لا تسبوا أصحابي ، ولا
__________________
(١) في غزوة الحديبية من كتاب المغازي. منه قدسسره .
(٢) صحيح البخاري ٥ / ٢٦٤ ــ ٢٦٥ ح ١٩٧
(٣) راجع الصفحات ٩٥ ــ ٩٧ .