يكفي في ذمّهم انفضاضهم عن الصلاة لأجل اللهو واللعب .
والعجب من السُنّة ! كيف يعرضون عن الكتاب العزيز وصراحته في
ذمّ الصحابة ، لأجل رغباتهم في مدح قوم ذمّهم الله تعالى ، حتى افتعل الخصم أو غيره قصة لا حقيقة لها ؟ !
أترى أن الله سبحانه مع عدله ورحمته وعفوه يذمّ الصحابة عموماً ، لأجل انفضاض الرعاع منهم لعذر يشرع عادة لمثلهم ؟ !
وليت شعري ، إذا علموا أنّ في الصحابة عواماً لا يستغرب منهم ترك أهم الواجبات ، وعدم المبالاة بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فما بالهم يعظمون كل صحابي ويثبتون عدالته ، ويصححون حديثه ، ويبنون عليه دينهم ؟ !
فإذا عرفت أنّ الصحابة إلّا النادر بتلك الحال ، وعلى تلك السجيّة الردية التي يتركون معها أعظم الواجبات لغير عذر شرعي بلا خوف من الله تعالى ، واستحياء من رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لم يستبعد منهم مخالفة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد وفاته في وصيه وخليفته لأجل الدنيا ، أو الحسد لوصيه ، أو طلب الثأر منه ، أو اتباع رؤسائهم .
وأما قوله : وهذا لا يوجب الكفر بعد رسول الله ، كما يدعيه هذا الرجل .
ففيه : إن المصنف رحمهالله لم يدع إيجابه للكفر ، وإنّما يقول : إنّهم إذا کانوا بتلك المثابة لم يستبعد مخالفتهم للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في خليفته ، خلافاً لأهل السنة ، ولو فرض أنّه ادعى الايجاب ، فالدعوى غير بعيدة بمقتضى أخبارهم.
__________________
الوادي ناراً » ، وفي رواية أخرى : « ... لو اتبع آخركم أولكم لالتهب الوادي عليكم ، ناراً» ، وفى أخرى : «لو تتابعتم لتأجج الوادي ناراً »