لأنه يورث الشحناء ؟!
وأما ما زعمه من أنّه لا اهتمام لهم بالذب عن معاوية ، فيكذبه الوجدان ، فكم كتاب لهم في الذب عنه ، وكم مقال لهم في الدفع عن مخازيه ، حتى أبانوا عن غاية ولائهم له وتمسكهم به ، فلا يؤثر في شأنه مخالفته لضرورة شريعة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بالحاق زياد بأبيه بالزنا ، وخروجه على إمام زمانه ، وسفك ما لا يحصى من الدماء ، سبّ أخ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ونفسه على المنابر (١) ، وفي كل ذلك ينسبونه إلى الاجتهاد ، ويعذرونه (٢) .
وقد أثبت ابن حجر الهيثمي خلافة معاوية في «صواعقه» ، وألف لها وللذب عنه ، كتاباً سمّاه :
«تطهير الجنان واللسان عن الخطور والتفوّه بثلب سيّدنا معاوية بن أبي سفيان (٣) . »
فانظر إلى هذا الاسم العريض الطويل ، الكاشف عما اشتمل عليه المسمّى من الخرافات والأباطيل .
وأما قوله : « ولا يشكوا في كونهم الأئمة»
ففيه : إنّه لا بأس بالشك في إمامتهم بمقتضى مذهبهم ؛ إذ ليست هي من الاعتقاديات وأصول الديانات ، وإنما مسألة الإمامة عندهم فرعيّة
__________________
(١) راجع المحاسن والمساوي : ٥٥ ، مروج الذهب ٣ / ١٨٤ ، الكامل في التأريخ ٤ / ٣١٤ ــ ٣١٥ ، معجم البلدان ٣ / ٢١٥ ، تاريخ الخلفاء : ٢٢٥.
(٢) انظر : الإبانة ــ لأبي الحسن الأشعري ــ : ١٧٨ ــ ١٧٩ ، شرح المقاصد ٥ / ٣٠٨ ، تطهير الجنان : ٤٢ .
(٣) طبع بهامش الصواعق المحرقة الطبعة الميمنية سنة ١٣١٢ ه ــ ، وبذيل طبعة دار الكتب العلمية .