بعضه ، فالزعامة العظمى أولى ، وإذا اختصت الزعامة بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعلي ، وجب على أبي بكر وغيره متابعته ومبايعته .
وأيضاً إذا كان علي من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان أحق بمنصبه وأفضل من أبي بكر وغيره ، فتلزمهم متابعته ومبايعته ، وليس المراد بكونه منه : مجرد قرب النسب ، إذ كم قريب منه لا يصدق عرفاً أنّه منه ؛ البعده عنه بالكفر ، أو الفسق ، أو الجهل ، فلا بد أن يراد به : قرب الفضل والمنزلة خاصة ، أو مع النسب ، فيتم المطلوب .
ولذا ورد في كثير من أخبارهم تعبير النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بما يخص علياعلبه السلام ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « على مني وأنا من عليّ ، ولا يؤدّي عني إلا أنا أو عليّ » (١) كما سبق نقلها في الحديث السادس (٢) .
وأما قوله : « ولم يتحقق غير هذا» ، ففيه :
ما عرفت من تحقق عوده بأخبارهم التي هي حجّة عليهم ، فيعزل قهراً عن إمارة الحجّ ، لو سلّم ثبوتها له أوّلاً ، وما يخالفها من أخبارهم ليس حجة علينا ، بل وعليهم ، لما عرفت من حال رجالهم ، مع أنّهم محلّ التهمة في المقام .
وأما قوله : وقد كان من دأب العرب» ، ففيه :
« ما عرفت ــ أيضاً ــ من أنه كذب على العرب ، وإلا لما خالفه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أولاً ، ولما خفي على أصحابه ، ولما أشفق أبو بكر من عزله حتى بكي ، ولما أجابه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنه من الوحي ، من دون إشارة إلى العادة ،
__________________
(١) مسند أحمد ٤ / ١٦٤ ــ ١٦٥ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٤ ح ١١٩ ، سنن الترمذي ٥ / ٥٩٤ ح٣٧١٩ ، سنن النسائي الكبرى ٥ / ١٢٨ ــ ١٢٩ ح ٨٤٥٩ ــ ٨٤٦٣ .
(٢) راجع ٦٢ / ٦من هذا الكتاب.