يكون عليه بتقديمهما بأس ، حيث إنّه التحق بهم ، ولو سلم أن تقديمهما برأي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهو أفضل الناس رأياً وأكملهم عقلاً ، فكيف يقدّمهما علی علی عليهالسلام مع علمه بشجاعته وجبنهما وقدرته على شفائه ؟ ! وعلمه أن الفتح على يده ، كما أخبر به قبل وقوعه ؟! فلا بد أن يكون قاصداً بذلك إظهار فضل علي عليهالسلام وحط منزلتهما ، والإعلام بعدم صلوحهما للإمامة .
ثمّ إنّ الفضل قد أغفل ما ذكره المصنف رحمهالله من إشعار الحديث بانحصار تلك الأوصاف بأمير المؤمنين عليهالسلام ، إذ لا حيلة له في الجواب إن كان من المنصفين .
والظاهر : أن تعبير المصنف رحمهالله بالإشعار مسامحة مع الخصوم ، وإلا فهو من أصرح الأمور بالتعريض بهما بعد فرارهما ، وأن تلك الأوصاف ليست من صفاتهما ، كما أوضحناه في الحديث العاشر من الأحاديث الدالة على إمامة أمير المؤمنين (١) .
***
__________________
(١) راجع ٦ / ٨٦ وما بعدها من هذا الكتاب