ويوسف إذ قال : ( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) (١) .
فإن قلتم : إنّه دُعي إلى ما يسخط الله عزّ وجلّ فاختار السجن ، فالوصى أعذر.
وموسى بن عمران إذ يقول : ( فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) (٢)
فإن قلتم : إنه فرّ منهم خوفاً ، فالوصي أعذر.
وهارون إذ قال : ( ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) (٣) .
فإن قلتم : إنّهم استضعفوه وأشرفوا على قتله ، فالوصي أعذر .
ومحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم لما هرب إلى الغار ، .
فإن قلتم : إنّه هرب من غير خوف أخافوه ، فقد كذبتم .
وإن قلتم : إنّهم أخافوه فلم يسعه إلا الهرب ، فالوصي أعذر .
فقال الناس جميعاً : صدق أمير المؤمنين (٤) .
***
__________________
(١) سورة يوسف ١٢ : ٣٣ .
(٢) سورة الأعراف ٧ : ١٥٠ .
(٣) سورة الأعراف ٧ : ١٥٠.
(٤) أنظر : علل الشرائع ١ / ١٧٨ ــ ١٧٩ ، الاحتجاج ١ / ٤٤٦ ــ ٤٤٨ ، مناقب ابن شهرآشوب ١ / ٣٣١.