سفعة (١) من الشيطان ، كما في حديث «الإصابة» و«العقد الفريد » (٢) .
وأعجب منه عمر حيث شاهد ذلك كله ورأى إصرار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على قتله وتعلل بأنه استأمنه من هو خير مني ؛ يعني : أبا بكر .
فهل يرى أن أبا بكر أحق بالاتباع من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصوب رأياً منه ؟ !
أو أن ذلك منهما تعلّل ، والمانع في الحقيقة جبنهما ، أو أنهما يريدان أن يظهرا للناس أنّهما محتاطان بالدماء دون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما كان يرى ذو الخويصرة أنّه أعدل منه ؟ !
وأما بطلان الوجه الرابع ، فلأن الحديث لم يقل : إن أصل الفرق المبتدعة هذا الشخص ، بل دلّ على أنه أوّل من يظهر من أصحاب البدع ، على أنه يجوز أن يكون بسببه سَهْلَ على غيره الابتداع ، فيعد أصلاً بهذا اللحاظ ، أو بلحاظ أنّه أساس لما بعده كإبليس ، حيث إن هذا الرجل فتنة الخوارج التي أوجبت الوهن في أمر أمير المؤمنين عليهالسلام یوم صفین ، وزوال الأمر عن أبنائه الطاهرين ، ولولاه لتغلّب أمير المؤمنين بصفين ودام الأمر في بنيه ، وزالت البدع السابقة ، ولم تحدث اللاحقة .
***
__________________
(١) السفعة . نوع من السواد ليس بكثير ، علامة من الشيطان . النهاية لابن الأثير ٢ : ٣٧٤ ــ سفع ــ لسان العرب ٨ ١٥٧ ــ سفع ــ .
(٢) الإصابة ٢ / ٤٠٩ رقم ٢٤٤٨ ، العقد الفريد ٢ / ١٤٥.