هذا في حق أتباع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع أنه قد كان يمكنه منع أبي هريرة أداء الرسالة على وجه أليق وألطف فيبلغ غرضه معظماً لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال له ذلك بوحي من لقوله : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ) (١) ، ولأن هذا جزاء أخروي لا يعلمه إلاالله تعالى ، ولأنّه ضمان على الله تعالى ، لأنه الحاكم في الجنة.
مع أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال فيما رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين ، في مسند أبي ذر ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أتاني جبرئيل فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنّة » (٢) .
وفي رواية : « لم يدخل النار » (٣) .
فهذا صحيح عندهم ، فكيف استجاز عمر الردّ على رسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟!
وفيه في مسند غسان بن مالك ــ متفق عليه ــ قال : إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إن الله تعالى قد حرّم النار على من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجهه» (٤) .
وإذا كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال ذلك في عدة مواضع ، كيف استجاز عمرفعل ما فعله بأبي هريرة ؟!
__________________
(١) سورة النجم ٥٣ : ٣ .
(٢) الجمع بين الصحيحين ١ / ٢٦٤ ح ٣٥٦ ، وأنظر : صحيح البخاري ٢ / ١٥٦ ح ١ و ٨ / ١٠٨ ــ ١٠٩ ، ضمن ح ٤١ وص ١٦٨ ــ ١٦٩ وص ١٦٨ ــ ١٦٩ ضمن ح ٣٠ ، صحیح مسلم ٣ / ٧٦.
(٣) الجمع بين الصحيحين ١ / ٢٦٥ ذيل ح ٣٥٦ ، وأنظر : صحيح البخاري ٤ / ٢٣٤ ح٣٢.
(٤) الجمع بين الصحيحين ١ / ٤٣٢ ح ٦٩٩ ، وانظر : صحيح البخاري ٢ / ١٣٥ ذيل ح٢١٠ و ج ٧ / ١٣٠ ذیل ح ٢٨ ، صحيح مسلم ٢ / ١٢٦.