فاستمسك بغرزه (١) ، فوالله إنّه على الحقِّ .
قلت : أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟
قال : فأخبرك أنك تأتيه العام ؟
قلت : لا
قال : فإنّك آتيه ومطوف به » (٢) .
وزاد الثعلبي في تفسيره عند ذكر سورة الفتح وغيره من الرواة : «أن عمر بن الخطاب قال : ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ » (٣) .
وهذا الحديث يدلّ على تشكيك عمر ، والإنكار على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما فعله بأمر الله تعالى ، ثم رجوعه إلى أبي بكر حتى أجابه أبو بكر بالصحيح .
وكيف استجاز عمر أن يوبخ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويقول له عقيب قوله ــ إنِّي رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري ــ أو لست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟!
__________________
(١) استمسك بغرزه : أي اعتلق به وأمسكه واتبع قوله وفعله ولا تخالفه ، على الاستعارة ؛ كالذي يُمسك بركاب الراكب ويسير بسيره ؛ لأن الغرز في الأصل : ركاب الرجل من جلد مخزوز.تاج العروس ٨ / ١١٥ ــ ١١٦ مادة « غرز ».
(٢) الجمع بين الصحيحين ٣ / ٣٧٧ ح ٢٨٦٠ ، وأنظر : صحيح البخاري ٣ / ٤٠ ضمن ح١٨ ، و ٤ / ٣١٨ ح ٢٣ و ٥ / ٢٤٢ وص ٢ ح ٣٣٨ ، صحیح مسلم ٥ / ١٧٥ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢١٢ أحداث سنة ٦ه ، مغازي الواقدي ٢ / ٦٠٦ ، مسند أحمد ٤ / ٣٣٠ ، مصنف ٥ / ٣٣٩ ــ ٣٤٠ مصنف عبد الرزاق ٥ / ٣٣٩ ــ ٣٤٠ ح ٩٧٢٠ ، المعجم الكبير ١٣ / ٢٠ ــ ١٥ ح ١٣ ..
(٣) تفسير الثعلبي ٩ / ٦٠ ، وأنظر : مصنف عبد الرزاق ٥ / ٣٣٩ ، المعجم الكبر٢٠ / ١٤ ح ١٣ ، تاریخ دمشق ٥٧ / ٢٢٩.