ولهذا لما ذكر عمر عذره عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تابع رأيه ، وقال : خلهم يعملوا ، وهذا يصدق ما ذكرنا قبله أن عمر كان له هذا المنصب عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن حمل هذا من عمر على ترك الأدب ، فهو من الرفضة المبتدعة الجهلة ، الذي لا يعلم حقيقة الحال ، فنقول له : لو كان هذا إساءة أدب منه مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لكان ينبغي أن يضرب عنقه ، ويأمر عليّاً أو واحداً من الصحابة أن يضرب عنق عمر لنفاقه وإساءة أدبه .
أكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يخاف من عمر ؟!! أم كان لا يقدر على قتله ؟
ولو كان أمثال هذه الأمور صادرة عن عمر لإساءة الأدب ، لكان مشتهراً بالنفاق ؛ كعبد الله بن أبي بن سلول ، نعوذ بالله من هذه الاعتقادات الفاسدة ، مع أن فعل عمر موافق لمذهب الإمامية ، فإن جزاء الأعمال عندهم واجب على الله تعالى ، وليس الشهادة وحدها كافية في النجاة من النار .
وأما ما ذكر أن عمر أساء الأدب لأبي هريرة حين ضربه حتى خرّ لاسته ، فالجواب : أن عمر كان أميراً مبجلاً ، وكان وزيراً لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم يعد ضرب عمر لأبي هريرة من إساءة الأدب ، وهذا كما يضرب الأمراء والمقربون سائر الجنود ويأمرونهم وينهونهم ، وربما كان لم
الأداء يمتنع من بمجرد نهي عمر ، فأحوجه إلى الضرب ، وأمثال هذا لا يذكره إلا من يتبع عوام الناس ، وقصد عمر في فعله معلوم ، وأنه لم يرد بما فعله إلا حفظ الإسلام ، ورعاية قواعد الدين .
وأما ما ذكره من حديث يوم الحديبية ، وأن عمر قال للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟