واعلم أن الحكمة في صلاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على ابن أبي وإعطاء قميصه كفناً له هو تأليف المنافقين والكافرين من الخزرج ، ويدل عليه مافي «الدرّ المنثور عن أبي الشيخ ، قال في حديث : «إنّهم ذكروا القميص ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : وما يغني عنه قميصي ؟! والله ، إنّي لأرجو أن يُسلم به أكثر من ألف من الخزرج» (١) .
ولكن ــ ياللأسف ــ زاد الراوي في هذا المقام إنتصاراً لعمر ، أنه نزل بعد قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : إني لأرجو أن يسلم ... إلى آخره ، قوله تعالى عقيب الآيتين السابقتين : ( فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ) (٢) .
إذ لا يمكن أن ينهى عن الإعجاب بإسلام البنين بعد ما رجاه ، وهو إنّما بعث إلى الدعوة إلى الإسلام ، وهذا الراوي لم يعرف أن المراد : هو النهي عن الإعجاب بذوات البنين وصفاتهم ومحاسنهم الظاهرية ، فكذب على الله ورسوله في نزولها في المقام .
***
__________________
(١) الدر المنثور ٤ / ٢٥٩.
(٢) سورة التوبة ٩ : ٥٥ .