ورسالة ، وأراد أن يهجن فعله بين الناس؟
ومنها : إنه عصى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في قوله : «أخر عنّي ، حتّى أكثر عليه» ، وقد أمر الله بطاعته.
فمن وقع منه مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في واقعة واحدة أنواع المنكرات .كيف يكون أهلاً للولاية على المسلمين ؟
فأما قوله : وهذا من مناقب عمر حيث وافقه الله تعالى في فعله...
إلى آخره ، فمن المضحكات ، لأنّه لم يعد منكرات عمر الصريحة من مطاعنه ، ويعد النسخ الاتفاقي من مناقبه .
وحقيقة الموافقة المدّعاة أنّ الله سبحانه ظهر له برأي عمر تعالى في تخيير النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فاتبع رأي عمر ، لأن النبيّ لم يفعل برأيه حتى يكون الله موافقاً لرأي عمر دون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ! وهذا كفر صريح .
على أنّ تلك الموافقة المستفادة من نزول الآيتين بعد إنكار عمرعلی النبی صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّما أخذوها من أخبارهم ، وهي غير حجّة علينا ، مع أن تلك الأخبار إنما هي من مرويات عمر وابنه ، وهما محلّ التهمة فيما به جلب الفضل ، وعمر هو محلّ الكلام .
بل لا ريب بكذب الرواية في بعضها ، وهو تبسم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إليه إذ لا يساعد فعل عمر ووقوف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على جنازة تبسمه إليه .
ومما ذكرنا في المقام وقبله يعلم ما في قوله : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أعطاء هذا المقام ، كما أن صريح الروايات أن ماصدر من عمر لم يكن مسبوقاً باستشارة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا محل لقول الفضل : «وهذا يدلّ على أن عمر كان جريئاً في المشاورات ولو قال : كان جريئاً في المخالفات وفعل المنكرات ، لكان أولى.